وأمراضه الزكام والنزلة والصرع والفالج والرعشة, والحار مرخ مضعف سيء الهضم مثقل الدماغ مكدر للحواس.
وأمراضه الخناق الحميات والرمد, وأما التغيرات المتضادة للمجرى الطبيعي [فكالوبا].
قال ابن القيم في الهدي: قد جمع النبي, للأمة في نهية عن الدخول إلى الأرض التي بها الطاعون وعن الخروج منها بعد وقوعه كمال التحرز منه, فإن في الدخول إلى الأرض التي يحويها تعرضا للبلاء وموافاة له في محل سلطانه وإعانة الإنسان على نفسه, وهذا مخالف للشرع وهو خمية عن الأمكنة والأهوية الموذية.
وأما نهيه صلى الله عليه وسلم عن الخروج من بلده ففيه معنيان: أحدهما: حمل النفوس عن الثقة بالله سبحانه والتوكل عليه والصبر على أقضيته والرضى, والثاني: ما قاله أئمة الطب أنه يجب عند وقوع الطاعون السكون والدعة وتسكين هيجان الأخلاط, ولا يمكن الخروج من أرض الوباء والسفر منها إلا بحركة شديدة وهي مضرة جدا.
هذا كلام أفضل الأطباء المتأخرين, فظهر المعنى الطبي من الحديث النبوي وما فيه من علاج القلب والبدن وصلاحهما, ومن المنع من الدخول الأرض التي قد وقع بها عدة حكم منها تجنب الأسباب الموذية والبعد منه, ومنها أن لا يستنشقوا الهواء الذي قد عفن وفسد فيمرضون, ومنها لا يجاوروا المرضى الذين قد مرضوا بذلك فيجعل لهم بمجاورتهم من جنس أمراضهم.
وفي أبي داود مرفوعا أن القرف التلف, قال ابن قتيبة القرف مداناة الوباء ومراناة المرض.
Page 54