245

La médecine prophétique

الطب النبوي

Genres

ثم يحيط به ثلاثة أغشية يسمى الواحد منها المشيمة يتصل بسرة الجنين تمده بالغذاء، فإن الجنين في بطن أمه إنما يتغذى من سرته.

والثاني يقبل بول الجنين.

والغشاء الثالث يقتل البخارات التي تصعد من الجنين التي هي بمنزلة العرق والوسخ في أبدان المستكملين، وهذا قوله سبحانه وتعالى: {يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق} أي نطفة، ثم علقة، ثم مضغة {في ظلمات ثلاث}، أي في ثلاثة أغشية.

فإذا تكامل أجله الذي أجل الله له في بطن أمه، أذن الله سبحانه وتعالى لتلك الأغشية الثلاث فتخرقت وتقطعت، فحينئذ يعرض للمرأة من الألم والنصب، ونزف الدم الذي هو دم النفاس.

واعلم أن الطفل في بطن أمه قاعد ووجهه إلى ظهرها، فإذا أراد الخروج انقلب أعلاه أسفله ولولا ذلك لتشبكت يداه في بطن أمه فيموت وتموت الأم، ولأجل تلك المشاق كان الميتة [بجمع] شهيدة، كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فيخرج إلى دار الأحزان، والغموم، والهموم، والخطايا، والذنوب لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فيسخر له أباه وأمه، وقد أعد له أطيب الأغذية وأجودها وأنسبها له ويحنو عليه الغريب والقريب، ويرحمه من يراه لضعفه، فيقضي مدة أجله في دار المحن والبليات، محفوفا بالسعادات أو مغمورا بالشقاوات، ومصيره إما إلى جنة أو إلى نار.

أعاذنا الله بكرمه ورحمته وفضله من سوء المآل، وختم أعمالنا بالصالحات.

Page 309