7
من أجل تقييم الطلاقة الذاتية، يحصل الثنائيو اللغة على استفتاءات عن الخلفية اللغوية، تضم مقاييس لتقييم الذات في لغتيهم الاثنتين أو في أكثر، ولتقييم المهارات الأربع في كل لغة (التحدث والاستماع والقراءة والكتابة).
8
نجد ضمن الأدوات المستخدمة في تقييم الطلاقة الموضوعية قياسات لتقييم اللغة يطبقها حكام خارجيون (بما في ذلك تقييم النطق)، بالإضافة إلى مهام سلوكية تقيس، من بين أشياء أخرى، الوقت الذي يحتاجه المرء لتنفيذ أحد الأوامر، أو ذكر اسم صورة أو عدد، أو قراءة أحد النصوص. تحتوي هذه الأدوات أيضا على مهام ترجمة. وبناء على القياسات المتنوعة التي يحصل عليها القائمون على التقييم في هذا الشأن، يحددون مستوى سيادة أي من لغتي الشخص الثنائي اللغة؛ هل اللغة «أ»، أم اللغة «ب»، هي اللغة السائدة لديه، أم أنه يستخدم اللغتين بتوازن؟
تعرضت هذه الأساليب المتنوعة للنقد لأنها تختزل السلوك اللغوي المعقد لدى الأشخاص الثنائيي اللغة في عدد من المهام البسيطة للغاية. لا يمكن إنكار أن بعض التقييمات قد تنتج مقياسا عاما للسيادة؛ فتأكد - على سبيل المثال - أن اللغة السائدة لدى آنا (في مثالنا) هي بالفعل اللغة الإنجليزية. في الشكل
2-1 ، رأينا أنها بوجه عام أكثر طلاقة في اللغة الإنجليزية من اللغة الإسبانية، وبالطبع أكثر طلاقة في الإنجليزية من الإيطالية أو الفرنسية. ولاحظنا في الشكل
3-1
أنها تستخدم اللغة الإنجليزية في مجالات أكثر من مجالات اللغة الإسبانية أو الإيطالية؛ فتستخدم اللغة الإنجليزية في تسعة من إجمالي عدد المجالات، بما في ذلك المجالات المشتركة مع لغات أخرى، مقارنة بستة مجالات للغة الإسبانية، ومجال واحد فقط للإيطالية. لذا تبدو آنا للوهلة الأولى ثنائية اللغة «تهيمن» على حياتها اللغة الإنجليزية أكثر من كونها ثنائية اللغة لديها «توازن» في استخدام لغاتها. لكن المشكلة فيما يتعلق بتقييمات السيادة العامة أنها لا تضع في اعتبارها كيفية توزيع اللغات على المجالات؛ فحتى إن كانت اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة بالنسبة إلى آنا بوجه عام، فإننا نرى أنها تستخدم اللغة الإسبانية وحدها فقط في مجالين. فعلى الأرجح اللغة الإسبانية هي السائدة بالنسبة إليها في هذين المجالين، كما يمكن أن يظهر باستخدام أدوات التقييم الصحيحة. في الواقع أظهر بالفعل روبرت كوبر في عام 1971 أدلة على هذا الأمر؛ فقد اكتشف أن الأشخاص الثنائيي اللغة في اللغتين الإسبانية والإنجليزية حققوا نتائج مختلفة تماما في تسمية الأشياء بناء على نوع المجال المقترح، سواء أكان الأسرة أم الجيران أم المدرسة أم الدين. في بعض المجالات يمكن اعتبار استخدام اللغتين متوازنا، لكن الأمر يختلف في مجالات أخرى.
9
خلاصة القول، أنه يجب ألا يفاجئ الأشخاص الثنائيي اللغة أنه حتى إن كانت لديهم بوجه عام لغة معينة سائدة، فإنهم قد يشعرون أن سيادة هذه اللغة تقل، أو تنعدم، في مجال معين؛ هذا ببساطة انعكاس لعمل مبدأ التكامل.
Page inconnue