15
بدأ الباحثون في دراسة قدرات الترجمة الشفوية لدى الأطفال الصغار الثنائيي اللغة، وأثبتت نتائجهم امتلاك الأطفال تلك القدرات؛ على سبيل المثال: اختبرت مارجريت مالاكوف وكنجي هاكوتا قدرات الترجمة الشفوية لدى الأطفال الثنائيي اللغة في الإنجليزية والإسبانية (في العاشرة والحادية عشرة من عمرهم) في مدينة نيو هيفن، بولاية كونيتيكت. اكتشفا أن الأطفال ارتكبوا عددا قليلا للغاية من الأخطاء، وتمثلت الأخطاء الأساسية في وجود بعض الكلمات المفقودة لأنهم لم يكن لديهم ما يقابلها في اللغة التي يترجمون إليها. كانوا بالطبع أكثر كفاءة عند ترجمتهم إلى اللغة السائدة لديهم (الإنجليزية) أكثر من لغتهم غير السائدة (الإسبانية). استنتج الباحثان أن مهارات الترجمة الشفوية توجد على نطاق واسع لدى الأطفال الثنائيي اللغة عند وصولهم إلى مرحلة متقدمة في المدرسة الابتدائية.
16
في دراسة لاحقة درست جوادالوب فالديز، الأستاذة بجامعة ستانفورد، الأساليب التي استخدمها الأطفال الثنائيو اللغة في الإسبانية والإنجليزية، عندما طلب منهم القيام بالترجمة الشفوية في موقف غير مألوف إلى حد كبير، ألا وهو: محاكاة لقاء بين والدة تتحدث بالإسبانية ومدير مدرسة طفلتها الذي يتحدث بالإنجليزية، بسبب اتهام الطفلة بالسرقة. وصف معظم الأطفال المشاركين في هذه الدراسة بأنهم يمارسون دور المترجم الشفوي في أسرتهم وفي المجتمع. اكتشفت فالديز أن هؤلاء المترجمين الشفويين الصغار نجحوا في تتبع تدفق المعلومات؛ إذ استخدموا عددا من الأساليب لتوصيل المعلومات الأساسية، بما في ذلك نبرة الصوت وأسلوب الكلام، وتمكنوا من تعويض أوجه النقص اللغوية التي لديهم. استنتجت أن السمات والقدرات التي أظهرها هؤلاء الأطفال تميز أفرادا لديهم كفاءة معرفية استثنائية؛ هم، في هذه الحالة، الأطفال الموهوبون.
17 (5) اللعب باللغات
نغفل اللعب عادة عند حديثنا عن الأطفال الثنائيي اللغة ولغاتهم؛ فتماما مثل الأطفال الأحاديي اللغة الذين يلعبون بلغتهم (بعمل سجع بين الكلمات، وابتكار كلمات جديدة، وما إلى ذلك)، يلعب الأطفال الثنائيو اللغة بما لديهم من لغتين (أو أكثر)؛ على سبيل المثال: قد يتحدثون مازحين إلى أحد الأشخاص باللغة «الخطأ». يحكي ألفينو فانتيني أن ماريو وكارلا كانا يغيظان جدهما وجدتهما بالحديث معهما بالإسبانية بدلا من الإنجليزية، وكانا كذلك يتحدثان مع والديهما باللغة الخطأ، الإنجليزية، للمزاح معهما (فقد كانت الإسبانية هي اللغة المستخدمة في المنزل).
18
يلعب الأطفال كذلك بالتبديل اللغوي والاقتباس، خاصة عندما لا يلقى ذلك ترحيبا داخل الأسرة. ولهذا يخبرنا إيف جنتيئوم، الذي نشأ كطفل ثنائي اللغة في الفرنسية والروسية، أنه هو وأصدقاءه الثنائيي اللغة كانوا يشعرون بسعادة كبيرة عند اقتباس كلمات فرنسية وإدخالها عند الحديث بالروسية وتزوديها بنهايات صرفية روسية؛ على سبيل المثال: عند تحويل الكلمة الفرنسية
assiette (طبق) إلى الروسية بإضافة علامة النصب، فتصبح كما في المثال التالي:
Daj mne asjetu (بمعنى أعطني طبقا). توجد لعبة أخرى تتمثل في الترجمة الحرفية للتعبيرات الاصطلاحية إلى اللغة الأخرى وذكرها بتعبير جاد على الوجه؛ أحد الأمثلة التي عرضها جنتيئوم أن يقول المرء لشخص ما: «يا كرنبتي الصغيرة» بالروسية (الترجمة المباشرة لتعبير
Page inconnue