239

ثم أبصرت الحقيقة

ثم أبصرت الحقيقة

Édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

آية ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾
واستدل الشيعة الإثنا عشرية بقوله تعالى ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير﴾ (١).
وروى الكليني في "الكافي" والصّفار في "بصائر الدرجات" في تفسيرها عن الإمام جعفر الصادق قوله: (السابق بالخيرات: الإمام والمقتصد: العارف للإمام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام) (٢).
المناقشة:
أولًا: إنّ الآية الكريمة ليس فيها ما يشير إلى آل البيت ﵈ والرضوان فضلًا عن أن يوجد فيها ما يشير إلى الأئمة الإثني عشر، وكذلك السنة النبوية بصحيحها وضعيفها ليس فيها ما يشير إلى ارتباط الآية بآل البيت فضلًا عن الأئمة الإثني عشر، فبأي دليل يأتي مدّعٍ مكابر ليحاجج بهذه الآية على أنها دليل على إمامة الأئمة الإثني عشر؟!
ثانيًا: قال الإمام ابن كثير في تفسير الآية: (يقول تعالى: ثم جعلنا القائمين بالكتاب العظيم المصدّق لما بين يديه من الكتب الذين اصطفينا من عبادنا وهم هذه الأمة ثم قسمهم إلى ثلاثة أنواع، فقال تعالى (فمنهم ظالم لنفسه) وهو المفرط في فعل بعض الواجبات المرتكب لبعض المحرمات (ومنهم مقتصد) هو المؤدي للواجبات التارك للمحرمات وقد يترك بعض

(١) سورة فاطر آية ٣٢
(٢) الكافي – كتاب الحجة – (باب أنّ من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة ﵈ – رواية رقم (١) وراجع كذلك: بصائر الدرجات – (باب في الأئمة أنهم الذين قال الله فيهم أنه أورثهم الكتاب وأنهم السابقون بالخيرات) وبحار الأنوار ٢٣/ ٢١٢ - ٢٢٠.

1 / 246