187

Ils te demandent au sujet du Ramadan

يسألونك عن رمضان

Maison d'édition

المكتبة العلمية ودار الطيب للطباعة والنشر

Numéro d'édition

الأولى (أبوديس / بيت المقدس / فلسطين)

Année de publication

١٤٢٩هـ - ٢٠٠٨م

Lieu d'édition

القدس / أبوديس

Genres

هدي النبي ﷺ في الاعتكاف
يقول السائل: كيف كان هدي النبي ﷺ في الاعتكاف؟ وهل يصح للمسلم أن ينوي الاعتكاف كلما دخل المسجد؟ وما حكم الاعتكاف؟
الجواب: قال العلامة ابن القيم ﵀: [كان ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ﷿ وتركه مرة فقضاه في شوال.
واعتكف مرة في العشر الأول ثم الأوسط ثم العشر الأخير يلتمس ليلية القدر ثم تبين له أنها في العشر الأخير فداوم على اعتكافه حتى لحق بربه ﷿.
وكان يأمر بخباء فيضرب له في المسجد يخلو فيه بربه ﷿ وكان إذا اراد الاعتكاف صلى الفجر ثم دخله .. وكان يعتكلف كل سنة عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا .. وكان إذا اعتكف دخل قبته وحده وكان لا يدخل بيته في حال اعتكافه الا لحاجة الأنسان وكانت بعض أزواجه تزوره وهو معتكف ولم يباشر امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة ولا غيرها وكان إذا اعتكف طرح له فراشه ووضه له سريره في معتكفه ... الخ] زاد المعاد ٢/ ٨٨ - ٩٠.
هذا هو هدي الرسول ﷺ في الاعتكاف وعلينا الاقتداء به، وأما حكم الاعتكاف فهو مسنون عند أكثر أهل العلم في العام كله، وأوكد الاعتكاف ما كان في العشر الأواخر من رمضان وإذا نذر المسلم الاعتكاف صار الوفاء به فرضًا.
وأما زمان الاعتكاف ومدته فجمهور العلماء يرون جواز الاعتكاف مدة يسيرة في المسجد كساعة أو ساعتين ونحو ذلك.
قال ابن حزم: [كل اقامة في مسجد لله تعالى بنية التقرب اليه اعتكاف، فالاعتكاف يقع على ما ذكرنا مما قل من الأزمان أو كثر، إذ لم يخص القرآن والسنة عددًا من عدد ولا وقتًا من وقت، عن سويد بن غفلة قال: من جلس في المسجد وهو طاهر فهو

1 / 197