127

These Are Our Morals When We Truly Believe

هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

Maison d'édition

دار طيبة للنشر والتوزيع

Édition

الثانية

Année de publication

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

«أَحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم» (١)
نرى كثيرًا من الطاقات المدفونة بين جوانح أصحابها، ونلمس جوانب من الخير كامنة في نفوس أربابها، ولكنها غير متعدية إلى الآخرين لا بنفع ولا إفادة. وكم تكون الصورة محزنة حين تجد فقيهًا بصحبة جاهل لم يُفِدْه من فقهه، وقارئًا برفقة أُميٍّ لم ينفعه بحسن تلاوته، وعابدًا بجوار فاسق ولم يتعدَّ إليه شيء من صلاحه.
الدعوة نفسها نفع عام، فحين دخل أبو ذر في الإسلام كان من حديث رسول الله ﷺ معه أن قال له: «فهل أنت مُبلِّغ عني قومك؛ لعل الله ﷿ أن ينفعهم بك، ويأجرك فيهم» (٢)، وكانت التربية الأولى لحديث الدخول في الإسلام تربية على الدعوة، والحرص على تعدِّي نفعه إلى الآخرين.
وكان خالٌ لجابر بن عبد الله يَرقِي من العقرب، فقال: (يا رسول الله، إنك نهيت عن الرقي، وإني أرقي من العقرب)، وكأنه يستأذن في ذلك، فقال رسول الله ﷺ: «من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل» (٣)، ومع التشديد الوارد بشأن السحر، فقد أفتى سعيد بن المسيب بجواز

(١) صحيح الجامع برقم ١٧٦ (حسن).
(٢) صحيح مسلم - كتاب الفضائل - باب ٢٨ - الحديث ١٣٢/ ٢٤٧٣ (شرح النووي ٨/ ٢٦٠).
(٣) مسند أحمد ٣/ ٣٠٢، ورواه مسلم في كتاب السلام برقم ٦٢/ ٢١٩٩ (شرح النووي ٧/ ٤٣٦).

1 / 149