التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة
التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة
Maison d'édition
جامعة المدينة العالمية
Genres
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع
(إكرام الضيف)
معنى كلمة الضيف
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأن م حمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وسار على منهجه واتبع طريقه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا الموضوع بعنوان إكرام الضيف:
الضيف -كما جاء في كتب اللغة- والفرق بينه وبين ابن السبيل
يقول صاحب معجم (مقاييس اللغة): ضيف، الضاد والياء والفاء أصل واحد صحيح، يدل على ميل الشيء إلى الشيء، يقال: أضفت الشيء على الشيء أملته، وضافت الشمس تضيف؛ أي: مالت، وكذلك تضيّفت إذا مالت إلى الغروب، والضيف من هذا، يقال: ضيفت الرجل تعرضت له ليضيفني وأضفته أنزلته عليَّ.
أما السبيل: فالسين والباء واللام أصل واحد يدل على إرسال شيء من علوٍّ إلى سفل وعلى امتداد شيء، ثم يقول: والممتد طولًا السبيل وهو الطريق، سُمي بذلك لامتداده، فابن السبيل إذًا هو ابن الطريق.
أما صاحب (لسان العرب) فيقول: ضيف ضفت الرجل ضيفًا وضيافة وتضيفته: نزلت به ضيفًا وملت إليه، وقيل: نزلت به وصرت له ضيفًا، وضفته وتضيفته: طلبت منه الضيافة، وفي حديث عائشة ﵂: "ضافها ضيف، فأمرت له بملحفة صفراء"، هو من ضفت الرجل إذا نزلت به في ضيافته، وأضفته وضيفته أنزلته عليك ضيفًا وأملته إليك وقربته، ويقول في السبيل: السبيل الطريق وما وضح منه، يذكر ويؤنث، وابن السبيل ابن الطريق، وتأويله: الذي قطع عليه الطريق، وهو المسافر انقطع به، وهو يريد الرجوع إلى بلده، ولا يجد من يتبلغ به، فله في الصدقات نصيب، وقال
1 / 63