The World of the Righteous Angels
عالم الملائكة الأبرار
Maison d'édition
مكتبة الفلاح
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
Lieu d'édition
الكويت
Genres
المطلب الثالث
أهم الصفات الخَلقية
أولًا: أجنحة الملائكة:
للملائكة أجنحة كما أخبرنا الله تعالى، فمنهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، أو أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك: (الحمد لله فاطر السَّماوات والأرض جاعل الملائكة رسلًا أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إنَّ الله على كل شيءٍ قدير ٌ) [فاطر: ١] .
والمعنى أن الله جعلهم أصحاب أجنحة، بعضهم له جناحان، وبعضهم له ثلاثة أو أربعة، أو أكثر من ذلك.
وقد سبق ذكر الأحاديث التي يخبر فيه الرسول ﷺ أن لجبريل ستمائة جناح.
ثانيًا: جمال الملائكة:
خلقهم الله على صور جميلة كريمة قال تعالى في جبريل: (علَّمه شديد القوى - ذو مرةٍ فاستوى) [النجم: ٥-٦] . قال ابن عباس: (ذو مرة): ذو منظر حسن، وقال قتادة: ذو خَلْقٍ طويل حسن. وقيل: ذو مرة: ذو قوة. ولا منافاة بين القولين، فهو قوي وحسن المنظر.
وقد تقرر عند الناس وصف الملائكة بالجمال، كما تقرر عندهم وصف الشياطين بالقبح، ولذلك تراهم يشبهون الجميل من البشر بالملك، انظر إلى ما قالته النسوة في يوسف الصديق عندما رأينه: (فلما رأينه أكبرنه وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وقلن حاش لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملكٌ كريمٌ) [يوسف: ٣١] .
ثالثًا: هل بين الملائكة والبشر شبه في الشكل والصورة:
روى مسلم في صحيحه، والترمذي في سننه عن جابر ﵁: أن رسول الله ﷺ قال: (عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال (١)، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم، فإذا أقرب من رأيت به شبهًا عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه، فإذا أقرب من رأيت به شبهًا صاحبُكم، (يعني نفسه) .
_________
(١) الضرب من الرجال: هو الرجل المتوسط في كثرة اللحم وقلته. وقيل: الخفيف اللحم.
1 / 12