The World of the Righteous Angels

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
21

The World of the Righteous Angels

عالم الملائكة الأبرار

Maison d'édition

مكتبة الفلاح

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

- يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلاَّ لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون - ومن يقل منهم إِنِّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظَّالمين) [الأنبياء: ٢٦-٢٩] . الملائكة عباد يتصفون بكل صفات العبودية، قائمون بالخدمة، منفذون للتعاليم، وعلم الله بهم محيط، لا يستطيعون أن يتجاوزوا الأوامر، ولا أن يخالفوا التعليمات الملقاة إليهم، خائفون وجلون. وعلى احتمال أن بعضهم تعدى طوره، فإن الله يعذبه جزاء تمرده. ومن تمام عبودية الملائكة أنهم لا يتقدمون بين يدي ربهم مقترحين، ولا يعترضون على ما أمر من أوامره، بل هم عاملون بأمره، مسارعون مجيبون (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) [الأنبياء: ٢٧]، وهم لا يفعلون إلا ما يؤمرون به، فالأمر يحركهم، والأمر يوقفهم، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس (١) قال: قال رسول الله ﷺ لجبريل: (ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟) قال: فنزلت: (وما نتنزَّل إلاَّ بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربُّك نسيًّا) [مريم: ٦٤] . نماذج من عبادتهم: الملائكة عباد الله، مكلفون بطاعته، وهم يقومون بالعبادة والتكاليف بيسر وسهولة. وسنورد - هنا - بعض العبادات التي حدثنا الله، أو رسوله ﷺ أنهم يقومون بها. ١- التسبيح: الملائكة يذكرون الله تعالى، وأعظم ذكره التسبيح، يسبحه تعالى حملة عرشه: (الَّذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم) [غافر: ٧]، كما يسبحه عموم ملائكته: (والملائكة يسبحون بحمد ربهم) [الشورى: ٥] .

(١) صحيح البخاري: ٦/٣٠٥. ورقمه: ٣٢١٨.

1 / 30