الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

Abd ar-Rahman as-Sa'di d. 1376 AH
9

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٩ هـ

Lieu d'édition

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

(١) فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها، والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل، فيكون العبد ابن يومه، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن. والنبي ﷺ إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء فهو يحث- مع الاستعانة بالله والطمع في فضله- على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله، والتخلي عما كان يدعو لدفعه؛ لأن الدعاء مقارن للعمل، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا، ويسأل ربه نجاح مقصده، ويستعينه على ذلك، كما قال ﷺ: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» [رواه مسلم] . فجمع ﷺ بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال، والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار، وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة، ومشاهدة قضاء الله وقدره. وجعل الأمور قسمين: قسما يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده.

(١) في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.

1 / 19