الفتح العمري للقدس نموذج للدعوة بالعمل والقدوة
الفتح العمري للقدس نموذج للدعوة بالعمل والقدوة
Maison d'édition
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Numéro d'édition
السنة السادسة عشرة
Année de publication
العدد الواحد والستون محرم- صفر- ربيع الأول ١٤٠٤هـ
Genres
به الخليفة. وعند ذلك خرج صفرونيوس ومعه الرهبان والصلبان ووجوه النصارى، فلما انتهوا إليه، خف للقائهم، وقد حياهم بالسلام، واقتبلهم بمزيد من الاحتفاء والإكرام. وبعد أن تجاذب والبطريق أطراف الحديث، في شأن المعاهدة والتسليم، أخذ قرطاسًا وكتب لهم وثيقة أمانهم كما طلبوا. وقد رفض عمر عند دخوله المدينة أن يصلي في كنيسة القيامة وصلى على مقربة منها. وعندما فرغ من صلاته قال للبطريرك: أيها الشيخ لو أنني أقمت الصلاة في كنيسة القيامة، لوضع المسلمون عليها أيديهم في حجة إقامة الصلاة فيها، وأني لآبى أن أمهد السبيل لحرمانكم منها، وأنتم بها أحق وأولى " ١.
_________
١خليل طوطح ورفيقه: ٩-٢٣، انظر الأباء الفرنسيسكان: السير السليم من يافا إلى أورشليم القدس ١٨٩٠م.
وصف المصادر الإسلامية لدخول المسلمين مدينة القدس: أما المصادر الإسلامية فتذكر أن الخليفة كتب للبطريرك صفرونيوس عندما حضر لاستقباله على جبل الزيتون كتابًا، أمنهم فيه على دمائهم وأموالهم وكنائسهم، إلا أن يحدثوا حدثًا عامًا، شريطة أن يدفعوا الجزية ٢. وقد ذكرت المراجع الإسلامية والنصرانية، نصوصًا مختلفة لهذا العهد الذي عرف بالعهدة العمرية لا مجال للتفصيل فيها. ثم دخل الخليفة يرافقه قادة المسلمين وأربعة آلاف جندي منهم، لا يحملون إلا السيوف في أغمادها خوفًا من الغدر، فزار كنيسة القيامة وصلى على مقربة منها، ثم طلب من صفرونيوس أن يدله على مسجد داود ﵇، الذي أسرى بالرسول ﷺ إليه حيث صلى فيه وعرج به منه إلى السماء. فطاف به صفرونيوس على عدة أماكن، وعمر ينظر إليها ثم ينكرها، لمخالفتها للوصف الذي وصفه الرسول ﷺ يوم سرى به، فلما وصل به صفرونيوس إلى ساحة المسجد الأقصى، وكانت مليئة بالزبل، نظر عمر يمينًا وشمالًا ثم كبرّ قائلا: " هذا والله مسجد داود ﵇ الذي وصفه لنا رسول الله" فأزال المسلمون الزبل عن المكان، فصلى فيه وقيل طلب من المسلمين ألا يصلوا فيه حتى تصيبه ثلاث مطرات ٣. _________ ١خليل طوطح ورفيقه: ٩-٢٣، انظر الأباء الفرنسيسكان: السير السليم من يافا إلى أورشليم القدس ١٨٩٠م. ٢ اليعقوبي: ٢:٤٦. ٣ مجير الدين: ١:٢٥٥.
المسجد الذي بناه الخليفة عمر بن الخطاب في ساحة المسجد الأقصى: قال عمر بن الخطاب لكعب الأحبار: " يا أبا إسحق، أتعرف موضِع الصخرة؟ ". فقال كعب: " اذرع من الحائط الذي يلي وادي جهنم، كذا وكذا ذراعًا، ثم احفر فإنك
وصف المصادر الإسلامية لدخول المسلمين مدينة القدس: أما المصادر الإسلامية فتذكر أن الخليفة كتب للبطريرك صفرونيوس عندما حضر لاستقباله على جبل الزيتون كتابًا، أمنهم فيه على دمائهم وأموالهم وكنائسهم، إلا أن يحدثوا حدثًا عامًا، شريطة أن يدفعوا الجزية ٢. وقد ذكرت المراجع الإسلامية والنصرانية، نصوصًا مختلفة لهذا العهد الذي عرف بالعهدة العمرية لا مجال للتفصيل فيها. ثم دخل الخليفة يرافقه قادة المسلمين وأربعة آلاف جندي منهم، لا يحملون إلا السيوف في أغمادها خوفًا من الغدر، فزار كنيسة القيامة وصلى على مقربة منها، ثم طلب من صفرونيوس أن يدله على مسجد داود ﵇، الذي أسرى بالرسول ﷺ إليه حيث صلى فيه وعرج به منه إلى السماء. فطاف به صفرونيوس على عدة أماكن، وعمر ينظر إليها ثم ينكرها، لمخالفتها للوصف الذي وصفه الرسول ﷺ يوم سرى به، فلما وصل به صفرونيوس إلى ساحة المسجد الأقصى، وكانت مليئة بالزبل، نظر عمر يمينًا وشمالًا ثم كبرّ قائلا: " هذا والله مسجد داود ﵇ الذي وصفه لنا رسول الله" فأزال المسلمون الزبل عن المكان، فصلى فيه وقيل طلب من المسلمين ألا يصلوا فيه حتى تصيبه ثلاث مطرات ٣. _________ ١خليل طوطح ورفيقه: ٩-٢٣، انظر الأباء الفرنسيسكان: السير السليم من يافا إلى أورشليم القدس ١٨٩٠م. ٢ اليعقوبي: ٢:٤٦. ٣ مجير الدين: ١:٢٥٥.
المسجد الذي بناه الخليفة عمر بن الخطاب في ساحة المسجد الأقصى: قال عمر بن الخطاب لكعب الأحبار: " يا أبا إسحق، أتعرف موضِع الصخرة؟ ". فقال كعب: " اذرع من الحائط الذي يلي وادي جهنم، كذا وكذا ذراعًا، ثم احفر فإنك
1 / 192