250

La Fitna de l'assassinat de Othman ibn Affan

فتنة مقتل عثمان بن عفان

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

وبذلك يوافق ابن سلام حذيفة ﵄ في أن قتل عثمان ﵁ سبب في ضعف الأمة الإسلامية، ونقص في تمثلها لمعاني الدين، بل يقعِّد قاعدة عامة تقول أنهم: كلما أهرقوا دمًا كلما ازدادوا من الله بعدًا.
وعبد الله بن سلام ﵁ كان من أحبار اليهود (^١) وسادتهم (^٢) قبل إسلامه، فقد أنزل الله فيه: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ﴾ (^٣) وثبت أن النبي ﷺ شهد له بأنه سيموت وهو متمسك بالعروة الوثقى (^٤).
فأقواله ومواقفه لها أهمية منبثقة من هاتين الشهادتين له، إذ هو محافظ على بصيرته الناقدة ومقاييسه الإسلامية في ظروف الفتنة التي عصفت بالكثيرين، ومن هنا فسر بعضهم أنه المقصود بقوله تعالى: ﴿وَمَن عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (^٥) أي: التوراة، قال مجاهد: "هو

(^١) الذهبي، سير أعلام النبلاء (٢/ ٤١٤).
(^٢) سير أعلام النبلاء (٢/ ٤١٦).
(^٣) رواه البخاري، الجامع الصحيح (مع فتح الباري ٧/ ١٢٨)، ومسلم، الجامع الصحيح (٤/ ١٩٣٠ - ١٩٣١)؛ والآية من سورة الأحقاف، ورقمها: (١٠).
(^٤) رواه البخاري، الجامع الصحيح (مع فتح الباري ٧/ ١٢٩، ١٢/ ٤٠١)، ومسلم، الجامع الصحيح (٤/ ١٩٣١).
(^٥) سورة الرعد، الآية (٤٣).

1 / 272