149

La Fitna de l'assassinat de Othman ibn Affan

فتنة مقتل عثمان بن عفان

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

إبرامه، أو أسف واغتاظ مشعلوا الفتنة على وقوعه. إذا فرضنا أنهم وجدوا كتابًا فعلًا بخط كاتب عثمان ﵁ وعليه خاتمه، فمن ذا الذي يكون قد باء بإثم تزويره؟! يتهم بعضهم مروان بن الحكم في ذلك، وأنه افتأت (^١) على عثمان ﵁ بكتابته، وأستبعد ذلك جدًا، لما تقدم من أن تفاصيل خطة إرسال هذا الكتاب تدل على أن مرسله لم يكن يريد إيصاله إلى مصر، وإنما يهدف إلى إطلاع وفد أهل مصر عليه، كما أنه لا مصلحة لمروان في افتآت مروان بكتابة هذا الكتاب. والذي يبدو -والله أعلم- أن الذي زيف هذا الكتاب هو: عبد الله بن سبأ، أو أحدُ أعوانه، فهذه من عاداته القبيحة التي استخدمها في إشعال الفتنة، فليس هذا الكتاب هو الكتاب الوحيد المزور في هذه الفتنة؛ بل زُوّر غيره على ألسنة بعض الصحابة رضوان الله عليهم كعائشة، وعلي ﵄. بعد عودتهم هذه حاصروا الدار، وقاموا بأبشع المعاملة مع الخليفة عثمان ﵁، وتصرفوا أقبح التصرفات. وفي الباب الآتي تفصيل ما جرى أثناء الحصار.

(^١) افتأت: أي اختلق (ابن منظور، لسان العرب ٢/ ٦٤).

1 / 160