Les voyages de Benjamin de Tudèle

Benjamin de Tudèle d. 569 AH
85

Les voyages de Benjamin de Tudèle

رحلة بنيامين التطيلى

Maison d'édition

المجمع الثقافي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

أبو ظبي

Genres

كانت التوراة قد أشارت في الآية التي تقدم ذكرها إلى نبوة تنزل على جبل فاران لزم أن تلك النبوة على آل إسماعيل، لأنهم سكان فاران. وقد علم الناس قاطبة أن المشار إليه بالنبوة من ولد إسماعيل هو محمد ﷺ، وأنه بعث من مكة التي كان فيها مقام إبراهيم وإسماعيل. فدل ذلك على أن جبال فاران هى جبال مكة، وأن التوراة أشارت في هذه المواضع إلى نبوة المصطفى ﷺ وبشرت به، إلا أن اليهود- لجهلهم وضلالهم- لا يجوزون الجمع بين هاتين العبارتين من الآيتين، بل يسلمون بالمقدمتين ويجحدون النتيجة، لفرط جهلهم. وقد شهدت عليهم التوراة بالإفلاس من الفطنة والرأي وذلك قوله تعالى: (كى غوى أو باذ عيصون هما وابن باهيم تسونا) تفسيره: إنهم لشعب عادم الرأي، وليس فيهم فطانة. في إبطال ما يدعون من محبة الله تعالى إياهم: هم يزعمون أن الله ﷾ يحبهم دون جميع الناس، ويحب طائفتهم وسلالتهم، وأن الأنبياء والصالحين لا يختارهم الله تعالى إلا منه، ونحن نناظرهم على ذلك. فنقول لهم: ما قولكم في أيوب النبي ﵇؟ أتقرون بنبوته؟ فيقولون: نعم. فنقول لهم: ما تقولون في جمهور بني إسرائيل، أعنى التسعة أسباط والنصف الذين أغواهم برعام بن نباط الذي خرج على ولد سليمان بن داود، ووضع لهم الكبشين من الذهب وعكف على

1 / 100