198

الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد

الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد

Maison d'édition

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Lieu d'édition

الرياض - اللملكة العربية السعودية

Genres

الثرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة، وكل شجرة، وكل زرع، وكل نبت، ومسقط كل ورقة، وعدد ذلك كله، وعدد الحصا، والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وقطر الأمطار، وأعمال العباد وآثارهم، وكلامهم وأنفاسهم، وهممهم، وما توسوس به صدورهم يعلم كل شيء لا يخفى عليه شيء من ذلك (^١).

(^١) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥٩).
التعليق: ما نقله حرب الكرماني عن أئمة السلف يمثل إجماعهم على إثبات صفة العلم لله تعالى، وبيان سعة علمه ﵎. فلا يكون شيء في الكون إلا بعلمه، والعلم صفة ذاتية أزلية لله تعالى، فالله علم في الأزل ما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
والأدلة على إثبات هذه الصفة كثيرة جدا منها:
قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٩٧]. وقوله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام:٥٩].
وجاء إثبات هذه الصفة على لسان النبي ﷺ حيث قال: "اللهم إني أستخيرك بعلمك ... " الحديث. رواه البخاري (١١٦٢). =

1 / 206