112

الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد

الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد

Maison d'édition

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Lieu d'édition

الرياض - اللملكة العربية السعودية

Genres

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الفتاوى (٢/ ٢٨ - ٣١). ثانيًا: الكلام عن الإخلاص وبيان عظم أهميته، أمر مهمٌ جدًا، لأنه يعتبر الحد الفاصل بين الإيمان والشرك، وهو مقصد دعوة الأنبياء جميعهم، فكلهم دعوا إلى إخلاص العبادة للّه تعالى، وألا يشرك معه أحد في النية والقصد، فالإخلاص هو أساس هذا الدين، وعليه مدار الأعمال، وبه تفسر كلمة التوحيد "لا إله إلا اللّه". قال شيخ الإسلام: "إخلاص الدين للّه هو الدين الذي لا يقبل اللّه سواه، وهو الذي بعث به الأولين والآخرين من الرسل، وأنزل به جميع الكتب، واتفق عليه أئمة أهل الإيمان، وهذا هو خلاصة الدعوة النبوية، وهو قطب القرآن الذي تدور عليه رحاه". مجموع الفتاوى (١٠/ ٤٩). والأدلة على أهمية الإخلاص كثيرة جدًا منها: قال تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: ١ - ٣]. وقال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة:٥]. وقال تعالي ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦]. وجاء عن النبي ﷺ أنه قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". أخرجه البخاري في أول صحيحه: (كتاب بدء الوحي ح ١)، ومسلم (ح ١٩٠٧). وقال ﷺ: "إن اللّه لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به =

1 / 119