88

The Surah Al-Waqi'a and Its Approach to Beliefs

سورة الواقعة ومنهجها فى العقائد

Maison d'édition

دار التراث العربي

Numéro d'édition

الثالثة-١٤١٨ هـ

Année de publication

١٩٨٨ م

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

عقيدة الفلاسفة:
أما الفلاسفة فقد بالغوا في الجانب المعنوى، مبالغة أوصلتهم إلى أنكار بعث الأجسام، وتأويل آياته. فالنعيم عندهم عقلى فقط، والذى ينعم أو يعذب هو النفس.
قالوا: إن تلذذ النفس بعد مفارقة البدن ليس من نوع تلذذها قبل مفارقته. لأن النفس قبل مفارقة البدن مشغولة بالعوائق البدنية والموانع الدنيوية، وقد زالت الموانع بعد المفارقة، وغير خاف أن التلذذ بالشئ بعد زوال المانع يكون أشد منه عند وجود المانع. وشبهوا العلاقة بين اللذتين بشم رائحة الطعام وأكله، بل أشد.
موقفهم من العبادات:
على أنهم لم ينكروا دور العبادات والنسك في تطهير النفس وترفعها عن الرزائل.
وجعلوا جزاء ذلك أن تتصل النفس بعد مفارقتها للبدن ببعض الأجرام الفلكية، فتتلذذ لذة تشبه لذةَ النائم إذا أكل أو نكح في منامه - لأن ذلك في منامه يفوق لذته في اليقظة. هذا بالنسبة للنعيم.
أما النفس التي انكبت على الاعتقادات الفاسدة فإنها تجد من الألم ما يزيد ويربوا على حالها الأول، لاستحكام نقيض الحق في جوهرها.
أما نفوس الأطفال والمجانين، فيعتقد الفلاسفة، حرمانها من النعيم، لأنها لا تدرك اللذة العقلية.
فالفلاسفة بالغوا في الجانب العقلى وأهملوا الحساب البدنى.
حشر الأبدان:
أما حشر الأبدان فإنهم قضوا باستحالته، وعللوا ذلك بعلل واهية، نذكرها ثم نرد عليها.

1 / 98