Les Subtilités Bénéfiques sur les Nobles Discussions Contenues dans le Credo de Wasitiyya
التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة
Maison d'édition
دار طيبة
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٤هـ
Lieu d'édition
الرياض
Genres
(١) إثبات علو الله على خلقه وإقرار العقول بذلك أمر فطري فطر الله عليه العباد. وأما الاستواء فأثبته السمع من كتاب الله وسنة رسوله، وليس في العقول ما يخالف ذلك، وحقيقته لغة: الارتفاع والعلو. وأما الكيفية فهي مما اختص الله بعلمه. وأما تفسير الاستواء بالاستيلاء فهو باطل من وجوه كثيرة؛ منها: أنه يتضمن أن الله جل وعلا كان مغلوبا على عرشه ثم غلب، وهذا باطل؛ لأنه تعالى لم يزل قاهرا لجميع خلقه مستوليا على العرش فما دونه. وأما بيت الًأخطل الذي يستدلون به على أن معنى استوى استولى، فلا حجة فيه، والبيت هو: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق لأن استعمال استوى بمعنى استولى غير معروف في لغة العرب؛ ولأن ذلك لو وجد في اللغة لم يجز استعماله في حق الله، وأما المخلوق فيكون غالبا ومغلوبًا، كبشر هذا، فإنه كان مغلوبا على أمر العراق ثم غلب. (٢) وهي أهم الأصول التي باين بها أهل السنة الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، فما في هذه الآيات من ذكر علو الله واسمه العلي الأعلى، وصعود الأشياء إليه وعروجها ونزولها منه يدل على العلو، وما صرح به من استوائه على العرش برهان قاطع على ثبوت ذلك. وقد قيل للإِمام مالك: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى؟ فقال: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه -أي عن الكيفية- بدعة) .
1 / 48