المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي
المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي
Maison d'édition
بدون
Numéro d'édition
الرابعة
Année de publication
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
بِهَذِه الآلاتِ والوَسَائِلِ؛ فإذَا قَطَعُوا العُمُرَ في تَحْصيلِ الوَسَائِلِ فَمَتَى يَظْفَرُوْنَ بالمَقَاصِدِ؟، فلِهَذَا يَجِبُ عَلَى المُعَلِّمِينَ لِهَذِه العُلُوْمِ الآلِيَّةِ أنْ لا يَسْتَبْحِرُوا في شأنِهَا، ولا يَسْتكثِرُوا مِنْ مَسَائِلِها، ويُنبِّهُ المتعَلِّمَ عَلَى الغَرَضِ مِنْها، ويَقِفُ بِهِ عِنْدَهُ، فَمَنْ نَزَعَتْ بِهِ هِمَّتُه بَعْدَ ذَلِكَ إلى شَيءٍ مِنْ التَّوَغُّلِ ورَأى مِنْ نَفْسِه قِيَامًا بِذَلِكَ وكِفَايَةً بِه؛ فلْيَخْتَرْ لنَفْسِهِ مَا شَاءَ مِنَ المَرَاقِي، صَعْبًا أو سَهْلًا، وكُلٌّ مُيَسَّرٌ لمَا خُلِقَ لَهُ" انْتَهَى.
* * *
وبَعْدَ هَذَا؛ فيُرْجَى مِنْ طُلابِ العِلْمِ الأفَاضِلِ العِنَايَةُ بِهَذا البَرْنَامِجِ عِنَايَةً كَبِيرَةً؛ لأنَّ العُمُرَ قَصِيرٌ، والعِلْمَ كَثِيرٌ، والزَّمنَ يَسِيرٌ؛ وأنْ يَتَقيَّدُوا به لِحُصُولِ الفَائِدَةِ المرْجُوَّةِ؛ كَمَا أنَّنا وَضَعْنَا بَرْنَامِجْنَا (المَنْهَجَ العِلْمِيَّ) عَلَى مَرَاحلَ أرْبَعٍ مُوَافِقَةً للقُدُراتِ العِلْمِيَّةِ إنْ شَاءَ اللهُ، مَعَ بَعْضِ الأضَامِيمِ العِلْمِيَّةِ، وقَدْ قِيلَ: ازْدِحَامُ العُلُوْمِ مَضَلَّةُ الفُهُوْمِ؛ لِذَا لَزِمَ الاعْتِكَافُ عَلَيه مَا أمْكَنَ إلى ذَلِكَ سَبِيلًا.
* * *
يَقُوْلُ ابنُ عَبْدِ البَرِّ ﵀ في "جَامِعِ بَيَانِ العِلْمِ وفَضْلِه" (٢/ ١٦٦): "طَلَبُ العِلْمِ دَرَجَاتٌ ومَنَاقِلُ ورُتَبٌ، لا يَنْبَغِي تَعَدِّيها، ومَنْ
1 / 31