المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي
المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي
Maison d'édition
بدون
Édition
الرابعة
Année de publication
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
يَقُوْلُ اللهُ تَعَالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: ٧٨]، وقَالَ أيضًا عَنْ نَبِيِّهِ ﵊: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦)﴾ [ص: ٨٦].
وقَالَ ﵊: "إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبَهُ، فسَدِّدُوا وقَارِبُوا وأبْشِرُوا واسْتَعِينُوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشَيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ" (١)! البُخَارِيُّ.
وقَالَ الإمَامُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ﵀: "إنَّمَا العِلْمُ عِنْدَنا الرُّخْصَةُ مِنْ ثِقَةٍ، فأمَّا التَّشْدِيدُ فَيُحْسِنُه كُلُّ أحَدٍ" (٢).
* * *
وهَذَا مَا نَصَّ عَلَيه ابنُ بَدْرَانَ في "المَدْخَلِ" (٤٨٥) عِنْدَ قَوْلِهِ: "وهَذَا (الجهْلُ بِطُرُقِ التَّعْلِيمِ) وَقَعَ فيه غَالِبُ المُعَلِّمِينَ، فَتَرَاهُم يَأتِي إلَيهِم الطَّالِبُ المُبْتَدِئ ليَتَعَلَّمَ النَّحْوَ مَثَلًا فيُشْغِلُوْنَه بالكَلامِ عَلَى البَسْمَلَةِ، ثُمَّ عَلَى الحَمْدَلَةِ أيَّامًا بَلْ شُهُوْرًا، لِيُوْهِمُوْهُ سِعَةَ مَدَارِكِهِم، وغَزَارَةَ عِلْمِهِم، ثُمَّ إذا
(١) أخْرَجَهُ البُخَارِيُّ (٣٩).
(٢) انْظُرْ "جَامِعَ بَيَانِ العِلْمِ وفَضْلِه" لابْنِ عَبْدِ البَرِّ (١/ ٧٨٤).
1 / 24