67

La Croyance Salafiste sur les Paroles du Seigneur de la Création et la Réfutation des Mensonges Hérétiques Vils

العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية

Maison d'édition

دار الإمام مالك

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Lieu d'édition

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Genres

الثِّقاتُ عنه، ويُثْبِتونَ له ﷻ منها ما أثبتَ لنفسهِ في كتابِهِ، وعلى لسانِ رسولِهِ ﷺ، ولا يَعتقدونَ تشبيهًا لصفاتِهِ بصفاتِ خلقهِ، فيقولونَ: إنَّهُ خلقَ آدَمَ بيدهِ، كما نصّ سُبحانه عليه في قوله عزَّ من قائل: ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص: ٧٥]، ولا يُحَرِّفونَ الكلِمَ عن مواضعهِ بحَمْلِ اليَدَيْنِ على النّعمتين، أو القوّتين، تحريفَ المعتزلةِ والجَهميةِ -أهلكَهم الله- ولا يُكيْفونَهما بكَيْفٍ، أو يشبّهونَهما بأيْدي المَخلوقينَ، تشبيه المشبِّهة -خذَلَهم الله- وقَدْ أعاذَ الله تعالى أهلَ السُّنَّة من التحريفِ والتكييفِ والتشبيهِ، ومَنَّ عليهم بالتعريفِ والتفهيمِ، حتى سلَكوا سُبُلَ التوحيدِ والتنزيه، وتركوا القولَ بالتعليلِ والتشبيهِ، واتَّبعوا قولَ الله ﷿: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] " (١٦). وقال شيخُ الإِسلام ﵀: "إنَّ سلفَ الأمَّةِ وأئمَّتَها كانوا على الإِيمان الذي بعثَ الله به نبيَّه ﷺ، يصِفون الله بما وصَف به نفسَه، وبما وصَفَه به رسولُهُ من غير تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيلٍ، ويقولون: إنَّ القرآنَ كلامُ الله تعالى، ويصفونَ الله بما وصفَ به نفسَهُ، من التكليمِ، والمُناجاة، والمُناداةِ، وما جاءت به السُّنَنُ والآثارُ موافقةً لكتاب الله تعالى" (١٧). وقال ﵀: "ويقولونَ ما جاءت به النصوصُ النبويَّةُ، ودلَّتْ عليه العقولُ الزَّكيَّةُ الصَّريحةُ، فلا يَنْفونَ عن الله تعالى صفاتِ الكَمالِ سبحانه

(١٦) "الرسالة في اعتقاد أهل السنة" ص: ٣ - ٤. (١٧) "مجموع الفتاوى" ٦/ ٥١٨.

1 / 75