57

La Croyance Salafiste sur les Paroles du Seigneur de la Création et la Réfutation des Mensonges Hérétiques Vils

العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية

Maison d'édition

دار الإمام مالك

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Lieu d'édition

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Genres

المبحث الثاني: حقيقة المتكلم المتكلِّم: اسمُ فاعلٍ من "التكلّم". وهو مَنْ قامَتْ به صفةُ الكلام، فبها صارَ متكلِّمًا. والعقلاءُ متفقونَ على أن الحركة إذا قامَتْ بمحلٍّ صحَّ وصفُ المحلّ بكونهِ متحركًا، وإذا قامَ العِلْمُ بمحلٍّ صحَّ وصفُه بكونه عالِمًا، وكذلك كلُّ صفةٍ. فالكلامُ صفةٌ، إذا قامَتْ بموصوفٍ سمّي "متكلّمًا". فحين يَردُ على سَمْعِكَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ عَقِلتَ منه أنَّ لله تعالى صفةَ السَّمعِ، وصفةَ العلمِ. فكذلكَ حينَ يَرِد على سَمْعِكَ: ﴿وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى﴾ فإنَّكَ تعقِل منه أن لله تعالى صفةَ الكلامِ. فدلَّ هذا على أنَّ الصِّفَةَ إنَّما تقوم بالموصوف. وفي هذا إبطالٌ لقولِ المُلحدين في أسماءِ الله وصفاتِهِ: إنَّ الصفةَ لا تقومُ بالموصوفِ، وعليهِ قالَ من قالَ منهم: إنَّ الله سميعٌ بلا سَمع،

1 / 63