263

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Maison d'édition

(المؤلف)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

٧ - ورُوي عن ابن مسعود: (قيل لهم: ادخلوا الباب سجدًا، فدخلوا مقنعي رؤوسهم، أي رافعي رؤوسهم خلاف ما أمروا).
قلت: وبالجمع بين هذه الأقوال فإن السجود الذي أمروا به - عند دخولهم الباب المخصص لذلك الأمر من أبواب بيت المقدس - يشمل الانحناء والتواضع والشكر لله العظيم الذي أنعم وتفضّل بالنصر بعد الكرب وباليسر بعد العسر. قال أبو جعفر: (وأصل "السجود" الانحناء لمن سُجد له معظَّمًا بذلك. فكلّ مُنحنٍ لشيء تعظيمًا له فهو "ساجد". قال: فلذلك تأويل ابن عباس قوله: "سجّدًا" ركّعًا. لأن الراكع مُنحنٍ وإن كان الساجدُ أشدّ انحناءً منه).
وقوله: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾. عطف على ادخلوا، و"حِطّةٌ" بالرفع قراءة الجمهور، فهي خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: مسألتنا حطة. فهي فِعلة، من قول القائل: حطّ الله عنك خطاياك فهو يَحُطّها حِطَّة. قال الأخفش: (وقرئت "حِطّةً" بالنصب، على معنى احطط عنا ذنوبنا حِطة). وإليك أقوال أهل التفسير في مفهوم ذلك:
١ - قال الحسن وقتادة: (أي احطط عنا خطايانا). وقال ابن زيد: (﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾، يحط الله بها عنكم ذنوبكم وخطيئتكم). وقال ابن عباس: (يُحطّ عنكم خطاياكم). وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: "حطة"، مغفرة.
٢ - عن عكرمة: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾، قال: (قولوا: "لا إله إلا الله").
٣ - عن ابن عباس: (﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾، قال: أمِروا أن يستغفروا).
٤ - عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾، قال: (قولوا: هذا الأمر حق كما قيل لكم).
قلت: والأَوْلى أن يقال: إن الله سبحانه قد تعبّدهم، بذكر هذا اللفظ بعينه أثناء دخولهم، ولا شك أنهم بقولهم إياه وامتثالهم الأمر يحط الله عنهم بذلك أَوزارهم كما قال جل ثناؤه: ﴿نَغْفِرْ لَكُمْ﴾، وقد دلت السنة الصحيحة على ذلك، كما في الأحاديث التالية:
الحديث الأول: أخرج البخاري في صحيحه - في كتاب التفسير - عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: [قيل لبني إسرائيل: ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾

1 / 265