The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna
التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون
Maison d'édition
(المؤلف)
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genres
يا موسى كيف لنا بماء ها هنا؟ أين الطعام؟ فأنزل الله عليهم المنّ - فكان يسقط على شجر التُّرَنْجبين - والسلوى، وهو طير يشبه السُّماني، فكان يأتي أحدهم فينظر إلى الطير، إن كان سمينًا ذبحه وإلا أرسله، فإذا سمن أتاه. فقالوا: هذا الطعام، فأين الشراب؟ فأُمر موسى فضوب بعصاه الحجرَ فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، فشرب كل سِبْطٍ من عين. فقالوا: هذا الطعام والشراب، فأين الظّل؟ فظلَّل عليهم الغمام. فقالوا: هذا الظل، فأين اللباس؟ فكانت ثيابهم تطولُ معهم كما تطول الصبيان، ولا يتخرّق لهم ثوب، فذلك قوله: ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾ وقوله: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُم﴾ [البقرة: ٦٠]).
التأويل الثاني: عن ابن إسحاق قال: (لما تاب الله ﷿ على بني إسرائيل، وأمر موسى أن يَرْفَع عنهم السيف من عبادة العجل، أمر موسى أن يسيرَ بهم إلى الأرض المقدسة، وقال: إني قد كتبتُها لكم دارًا وقرارًا ومنزلًا، فاخْرج إليها، وجاهِدْ من فيها من العدو، فإني ناصركُم عليهم. فسار بهم موسى إلى الأرض المقدسة بأمر الله ﷿. حتى إذا نزل التِّيه -بين مصر والشام، وهي أرض ليس فيها خَمَرٌ ولا ظلٌّ- دعا موسى ربَّه حين آذاهم الحر، فظلّل عليهم بالغمام، ودعا لهم بالرزق، فأنزل الله لهم المنّ والسلوى).
التأويل الثالث: قال ابن جريج: قال عبد الله بن عباس: (خُلِقَ لهم في التِّيه ثيابٌ لا تَخْلَقُ ولا تدْرن). وقال ابن جريج: (إن أخذ الرجل من المن والسلوى فوق طعام يومٍ فَسَدَ، إلا أنهم كانوا يأخذون في يوم الجمعة طعام يوم السبت، فلا يصبح فاسدًا).
وقوله: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.
قيل: "كلوا" فيه حذف والتقدير: وقلنا لهم كلوا. قال ابن كثير: (أمر إباحة وإرشاد وامتنان).
والمراد بالطيبات: قيل الشهيات من الرزق الذي رُزقوه. وقيل بل من حلاله المباح. واختار ابن جرير الأول الذي هو بمعنى اللذة، وقال: (لأنه وصف ما كان القوم فيه من هنيء العيش الذي أعطاهم).
1 / 261