240

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Maison d'édition

(المؤلف)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

بعضهم "قيصر"، وبعضهم "هِرَقْل"، وكما كانت ملوك فارس تسمّى "الأكاسرة" واحدهم "كسرى"، وملوك اليمن تسمى "التبابعة" واحدهم "تُبَّع"، وكذلك واحد ملوك الحبشة: النجاشي.
والعرب تقول: كل عاتٍ فرعون. والعتاة الفراعنة، وقد تفرعن، وهو ذو فرعنة، أي دهاء ونكر.
وعند الطبراني بسند حسن من حديث ابن مسعود ﵁ في مصرع أبي جهل يوم بدر- قال: [فلما وقف عليه ﷺ قال: هذا فرعون هذه الأمة] (١).
وقوله "يسومونكم" أصله من السوم. والعرب تقول: سامه خسْفًا أي أولاه إياه وأراده عليه. وجملة "يسومونكم" في محل نصب حال، والتقدير: وإذ نجيناكم من آل فرعون سائميكم سوء العذاب. وأما مفهوم اللفظ في الآية:
١ - قيل: المعنى يذيقونكم ويلزمونكم إياه. ذكره القرطبي.
٢ - قيل: يوردونكم، ويذيقونكم، ويولونكم. اختاره ابن جرير. وقال أبو عبيدة: (يولونكم).
٣ - وقيل: يديمون تعذيبكم. والسَّوْم: الدوام، ومنه سائمة الغنم لمداومتها الرَّعْي.
قلت: وكل هذه المعاني يشملها اللفظ القرآني الجامع.
وأما قوله ﴿سُوءُ الْعَذَابِ﴾ يعني أشده وأسوأه. وفي تفصيل ذلك أقوال متكاملة:
١ - قال ابن إسحاق: (كان فرعون يعذِّبُ بني إسرائيل، فيجعلهم خَدَمًا وخَوَلًا، وصنَّفهم في أعماله، فصنف يبنون، وصِنْفٌ يحرثُون، وصنف يَزرعون له، فهم في أعماله. ومن لم يكن منهم في صنعة له من عمله: فعليه الجزية - فسامهم - كما قال الله ﷿، سوءَ العذاب).

(١) حديث حسن. رواه الطبراني بسند حسن من حديث ابن مسعود. انظر "الدلائل" للبيهقي (٢/ ٢٦١ - ٢٦٢). وكذلك كتابي: السيرة النبوية على منهج الوحيين: ج (١) ص (٥٦٤).

1 / 242