رَأَيتُ بَنِي العَلَّاتِ لَمَّا تَظَافَروا ... يَحُوزُونَ سَهْمي عِنْدَهُمْ فِي الشَّمائِلِ (^١)
أي: يُنزِلونني بالمنزلة السيئة.
وحكى الأزهري (^٢) عن بعضهم في هذه الآية: «لأغوينَّهم حتى يكذِّبوا بما تقدم من أمور الأمم السالفة، ومن خلفهم بأمر البعث، وعن أيمانهم وعن شمائلهم؛ أي: لأضلّنهم فيما يعملون؛ لأن الكسب يقال فيه: ذلك بما كسبت يداك، وإن كانت اليدان لم تَجنِيا (^٣) شيئًا؛ لأنهما الأصل في التصرف، فجُعلتا مثلًا لجميع ما يُعمل بغيرهما».
وقال آخرون ــ منهم أبو إسحاق، والزمخشري، واللفظ لأبى إسحاق (^٤) ــ: «ذكر هذه الوجوه للمبالغة في التوكيد؛ أي: لآتينَّهم من جميع الجهات، والحقيقة ــ والله أعلم ــ: أتصرف لهم في الإضلال من جميع جهاتهم».
وقال الزمخشري (^٥): «ثم لآتينَّهم من الجهات الأربع التي يأتي منها العدو في الغالب، وهذا مَثلٌ لوسوسته إليهم، وتسويله ما أمكنه وقدر عليه، كقوله: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾ [الإسراء: ٦٤]».