دعوة الإصلاح في نجد من قبل الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماها من بعده

Abdullah Al-Mutawa d. Unknown
75

دعوة الإصلاح في نجد من قبل الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماها من بعده

الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده

Maison d'édition

دار التدمرية

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Genres

تعد هذه أبرز صفات هذا الإمام التي وهبه الله إياها فساعدته كثيرا ليقوم بدعوته الإصلاحية المباركة.
٤ـ رحلاته العلمية وشيوخه: حرص الشيخ ﵀ على التزود من العلم بالشرع وأحكامه في مختلف العلوم. ورغبته ﵀ بالخروج عن بلده لطلب العلم لا تعني أن بلده كانت خالية من العلم أو صفر اليدين منهم - وقد ذكرنا نماذج منهم عند الحديث عن أسرته ـ؛ بل هو يرحل لمزيد من الاستفادة، ولما لكثرة الشيوخ من توثيق وتنويع في تلقي العلوم، وقد قيل للإمام أحمد بن حنبل: رجل يطلب العلم يلزم رجلا عنده علم كثير، أو يرحل؟ قال يرحل يكتب عن علماء الأمصار، فيشافه الناس ويتعلم منهم١. ولذلك آثر ﵀ الخروج من نجد إلى عدد من البلدان والتي كانت فيها الحركة العلمية نشطة مقارنة بمنطقة نجد، والتي كان التعليم فيها مقتصرا على تعليم القرآن الكريم ومبادئ بعض العلوم وخصوصا الفقه الحنبلي؛ لأن العلماء كانوا يعدون القلة القليلة من التلاميذ الذين ينصرفون لطلب العلم لتولي القضاء. وعزوف الكثير من الناس عن طلب العلم في نجد كان بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت الأسر تعاني منها؛ فلذلك كانت تلك الأسر لا تحرص على توجيه أبنائها لطلبه، بقدر حرصها على توجيههم لكسب العيش وطلب الرزق.

١ فتح الباري، لابن حجر، ١/١٧٥، وانظر: الصلات العلمية بين الهند ونجد خلال مائة عام، د. علي الزبن، ص٤.

1 / 86