121

دعوة الإصلاح في نجد من قبل الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماها من بعده

الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده

Maison d'édition

دار التدمرية

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Genres

٦ـ منهجه في قضية التكفير والقتال
تعد قضية التكفير من أخطر القضايا المرتبطة بالعقيدة والتي زلت فيها قدم كثير من الفرق المنتسبة للإسلام، يقول ابن أبي العز في شرحه لكلام الإمام الطحاوي: " اعلم - رحمك الله وإيانا - أن باب التكفير وعدم التكفير باب عظمت الفتنة والمحنة فيه، وكثر فيه الافتراق، وكثر فيه الأهواء والآراء ... "١، وهي من أكثر التهم التي يطلقها أهل الأهواء على دعاة الإسلام الصادقين السائرين على منهج السلف الصالح.
ويولي أهل السنة والجماعة قضية التكفير أهمية بالغة، لما يترتب عليها من أحكام خطيرة تلحق بمختلف أطرافها٢، ويضعون لها ضوابط وشروطا تحكمها، لذلك كان منهجهم في هذه القضية هو المنهج العدل، وطريقهم فيها هو طريق الصواب، لدقة فهمهم لكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ في هذه القضية وفي غيرها٣.
والتكفير مشتق من الكفر: وهو إخراج المسلم من دائرة الإسلام

١ شرح العقيدة الطحاوية، ص ٤٣٢.
٢ يقول النبي ﷺ في تحذيره للأمة من هذه الفتنة: " أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" رواه البخاري، كتاب الأدب، باب من أكفر أخاه بغير تأويل، رقم:٦١٠٣، ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر، رقم:٢١٢.
٣ انظر أقوال العلماء في المسألة في شرح النووي لصحيح مسلم، ٢/٢٣٧.

1 / 135