وحديث عائشة أن النبي ﵌ أوتر بركعةٍ. رواه الدارقطني (^١). قال بعض شرَّاحه (^٢): رواته كلهم ثقات.
ومثله في صحيح ابن حبان (^٣) عن ابن عباس، قاله في "المغني" (^٤).
قالوا: وقد ثبت عن جماعة من الصحابة الإيتار بركعةٍ، كسعد بن أبي وقّاص، ومعاوية وصوَّبه ابن عباس (^٥)، بل رُوي عن الخلفاء الأربعة وغيرهم من الصحابة فمَن بعدهم.
وفي كلٍّ من أدلتهم نظر:
أما حديث: "الوتر ركعة من آخر الليل" فهو من الإطلاق الثاني كما مر، وليس فيه الاقتصار عليها، بل قد ثبت عن ابن عمر التصريحُ بخلافه كما مرَّ عن "سنن أبي داود" (^٦). نعم، هو دليلٌ على مَن يقول: لا تكفي الواحدة وترًا وإن سبَقَها شفعٌ بغير نية الوتر.
وأما حديث أبي أيوب ففي "بلوغ المرام" (^٧): ورجَّح النسائي وقفَه،