273

الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية

الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية

Genres

لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو: يا لطف الله! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف، فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفة لله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليست هي الله، ولا يجوز التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛ لقوله تعالى: ﴿يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ النور: ٥٥، وقوله ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ غافر: ٦٠، وغيرها من الآيات (١).
ثانيًا: بيان أهمية توحيد الأسماء والصفات:
مدار الإيمان بالله ﷿، على توحيد الأسماء والصفات؛ لأن الإيمان بالله لا يتحقَّق إلاَّ بالإيمان بأسمائه وصفاته (٢)، الواردة في كتابه العزيز، والثَّابتة عن رسوله الأمين من غير تَحريف ولا تعْطيل ولا تكْييف ولا تَمثيل (٣)، فالإيمان بالرسول ﷺ يتضمَّن الإيمان بكلّ ما أخبر به عن مرْسله، والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمَّن الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله ﷿.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "وما وصف الرَّسول ﷺ به ربَّه ﷿ من الأحاديث الصِّحاح التي تلقَّاها أهل المعرفة بالقبول، وجب الإيمان بها كذلك، مثل قولِه ﷺ: «ينزل ربُّنا إلى السَّماء الدنيا كلَّ ليلة حين يبقى ثلُث الليل الآخر، فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له؟ مَن يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له؟» (٤)، وقوله ﷺ: «لله أشدُّ فرحًا بتوبة عبدِه من أحدِكم براحلته» (٥)، وقوله ﷺ: «يضْحك الله إلى رجُلين يقتُل أحدهُما الآخر

(١) ينظر: فتاوى الشيخ ابن عثيمين (١/ ٢٦).
(٢) الإيمان بالله يتضمَّن أربعة أمور:
١ - الإيمان بوجودِه ﷾.
٢ - والإيمان بربوبيَّته.
٣ - والإيمان بانفرادِه بالألوهيَّة.
٤ - والإيمان بأسمائه وصفاته. ينظر: شرح العقيدة الواسطيَّة، لابن عثيمين (ص ٤٧).
(٣) ينظر: العقيدة الصحيحة وما يضادّها لابن باز (ص ١٣).
(٤) رواه البخاري في كتاب الجمعة، باب: الدّعاء في الصَّلاة من آخر الليل، برقم (١٠٧٧)، ورواه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: التَّرغيب في الدّعاء والذكر في آخر الليل، برقم (١٢٦١).
(٥) رواه مسلم، في كتاب: التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها، برقم (٤٩٣١).

1 / 273