The Pure Rhetoric in Meanings, Clarity, and Elocution

Hasan Ismail Abdel Razeq d. 1429 AH
144

The Pure Rhetoric in Meanings, Clarity, and Elocution

البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع

Maison d'édition

المكتبة الأزهرية للتراث القاهرة

Numéro d'édition

سنة ٢٠٠٦ م

Lieu d'édition

مصر

Genres

ومنه قول حسان بن ثابت ﵁ يهجو أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قبل إسلامه: وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزومٍ ووالدك العبد فقد أراد أن يقرر العبودية لوالد المهجو، وأن يبين أن ذلك الأمر ظاهر معروف لا ينكره أحد، ولو قال: ووالدك عبد، بتنكير المسند لما أفاد إلا إثبات العبودية له. جـ- الإشارة إلى بلوغ المسند إليه - في الصفة- حد الكمال، أو أنه بلغ فيها حقيقتها المتخيلة في الذهن، وذلك ما تجده في قولهم: (هو البطل الحامي) أي: هو البطل الذي بلغ في صفة البطولة حد الكمال، أو أنه بلغ فيها حقيقتها المتخيلة في الذهن. ومثله قول ابن الرومي: هو الرجل المشروك في جل ماله ... ولكنه بالمجد والحمد مفرد أي إذا تصورت في ذهنك رجلًا يشرك في معظم أمواله عفاته وجيرانه ومعارفه، فإنه هو ذلك الرجل. ويغلب أن يأتي هذا النوع باسم الموصول (الذي) حيث تقدر في ذهنك شيئًا، ثم تعبر عند بالذي، كما في قول الشاعر: أخوك الذب إن تدعه لملمة ... يجبك وإن تغضب إلى السيف يغضب فقد قدرت في ذهنك وتصورت أخًا، إن دعوته أجابك وإن غضبت واضطررت إلى حمل السيف غضب وحمل السيف من أجلك، ثم عبرت عنه بالذي. ٤ - تنكير المسند: ينكر المسند للأغراض التالية: أ- قصد الإخبار بثبوت المسند للمسند إليه من غير إرادة عهد أو تخصيص كما في قولك: علي شاعر، ومحمد خطيب. ب- تفخيم المسند وتعظيمه، وأنه قد بلغ من خطورة الشأن حدًا لا يدرك كنهه أو مداه، كقوله تعالى: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ٢]، فقد أتى بالمسند نكرة للدلالة

1 / 144