الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
32

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

Maison d'édition

مطبعة سفير

Lieu d'édition

الرياض

Genres

*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾» (١). ولا شك أن الله تعالى إنّما يهدي من كان أهلًا للهداية، ويضلُّ من كان أهلًا للضلالة، قال ﷿: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين﴾ (٢). فبيَّن الله ﷿ أن أسباب الضلالة لمن ضل إنما هي بسبب من العبد نفسه، والله ﷿ لا يظلم الناس شيئًا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (٣). وقال ﷾: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون﴾ (٤). وقال الله تعالى: ﴿وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُون﴾ (٥). ٣ - الإيمان بأن ذلك التفاوت: من الشقاوة والسعادة، لحكمةٍ عظيمة جعلها الله سبحانه من أمور الغيب وأوجب على عباده الإيمان بها، والتَّسليم بأن ذلك عين الحكمة، والعدل، والرحمة، كما قال الخضر

(١) متفق عليه، البخاري، كتاب الجنائز، باب موعظة المحدِّث عند القبر برقم ١٣٦٢، وكتاب التفسير، بابٌ ﴿فسُنُيَسِّرهُ لليُسْرَى﴾ [سورة الليل: ٥ - ١٠]، ومسلم، كتاب القدر، باب كيف خلق الآدمي في بطن أمه، وكتابة رزقه، وعمله، وشقاوته وسعادته، برقم ٦٢٤٧، والآيات من سورة الليل ٥ - ١٠. (٢) سورة الصف، الآية: ٥. (٣) سورة النساء، الآية: ٤٠. (٤) سورة يونس، الآية: ٤٤. (٥) سورة يونس، الآية: ١٠١

1 / 34