198

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

Maison d'édition

مطبعة سفير

Lieu d'édition

الرياض

Genres

السلف (١). وقيل: «هو بلوغ سن الرشد والقوة» (٢). وصفة الرشد وردت في قوله تعالى: ﴿وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ﴾ (٣).
في هذه الآية دلالة واضحة على أن الرشد لا يكون قبل الاحتلام.
وفي السنة المطهرة ورد ذكر هذه المرحلة بلفظ الشباب والفتيان وغيرهما، ومن ذلك حديث ابن مسعود ﵁ عن النبي ﷺ قال: «يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ من اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، وَمَنْ لم يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فإنه له وِجَاءٌ» (٤).
وقال جندب بن عبد الله ﵁: «كُنَّا مَعَ النبي ﷺ، ونَحْنُ فِتْيان حزاوِرة (٥)، فتَعَلَّمنا الإِيمانَ قَبْلَ أنْ نَتَعلَّمَ القرآنَ، فازْدَدْنا به إِيمانًا» (٦).

(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٢/ ١٩٠).
(٢) تفسير القرآن الحكيم لمحمد رشيد رضا (٨/ ١٩٠)، الطبعة الثانية، بيروت، دار المعرفة.
(٣) سورة النساء، الآية: ٦.
(٤) أخرجه البخاري (رقم ٥٠٦٥)، ومسلم، برقم ١٤٠٠، واللفظ له، سبق تخريجه.
(٥) حزاورة: جمع حزور، وهو الغلام إذا اشتد وقوي. انظر: الصحاح للجوهري (٢/ ٦٢٩)، الطبعة الرابعة، بيروت، دار العلم للملايين، ١٩٩٠م مادة (حزور)
(٦) أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب في الإيمان برقم ٦١، والبيهقي في سننه الكبرى (٣/ ١٢٠ رقم ٥٠٧٥)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٦٥ رقم ١٦٧٨)، وقال الكناني في مصباح الزجاجة (١/ ١٢ رقم ٢٢): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (١/ ٣٧ – ٣٨ رقم ٥٢).

1 / 201