الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
151

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

Maison d'édition

مطبعة سفير

Lieu d'édition

الرياض

Genres

بعض أولاده على بعض في العطاء؛ لما يترتب على ذلك: من زرع العداوة، والبغضاء، وقطع الصلات التي أمر الله بها أن توصل، وإذا كان كل من الأبوين يسره أن يتسابق أولاده في بره، ويتنافسوا في احترامه وتوقيره؛ فإن على الآباء والأمهات العدل بين أولادهم: في الهدايا، والهبات، بل وفي الملابس والأدوات، وفي المداعبة، والنظرات، والتقبيل؛ لأن هذا أدعى إلى إيجاد المودة، ويبعث على التراحم (١). وقد جاءت السنة المطهرة بالشيء الكثير من هذا، فعن النعمان بن بشير ﵁ أن أباه أتى به إلى رسول الله ﷺ فقال: إني نَحلْتُ ابني هذا غُلامًا، فقال: «أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْله؟» قال: لا، قال: «فارْجِعْهُ» (٢). وفي رواية أخرى عند البخاري عن عامر قال: سمعت النعمان بن بشير ﵄ وهو على المنبر يقول: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله ﷺ، فأتى رسول الله ﷺ فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله، فقال: «أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثلَ هَذَا؟» قال: لا، قال: «فاتَّقُوا الله واعْدِلُوا بَيْنَ أوْلادِكُمْ» قال: فرَجَعَ

(١) الطفل في الشريعة الإسلامية (ص ١٨٢). (٢) أخرجه البخاري، كتاب الهبة، باب الهبة للولد (رقم ٢٨٥٦)، ومسلم، كتاب الهبات، باب كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة (رقم ١٦٢٣).

1 / 154