The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

Ahmed Ahmed Galloush d. Unknown
120

The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٤هـ

Année de publication

٢٠٠٤م

Genres

تقول زينب: فطلقني. فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله ﷺ قد دخل عليّ، وأنا مكشوفة الشعر، فقلت: إنه أمر من السماء يا رسول الله ﷺ بلا خطبة ولا شهادة. فقال ﷺ: " الله هو المزوج وجبريل هو الشاهد" ١. وقد بين القرآن الكريم قصة زواج زينب فقال تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ ٢. والمراد بالذي أنعم الله عليه، وأنعمت عليه مولى رسول الله ﷺ "زيد بن حارثة" ﵁، الذي زوجه النبي ﷺ من زينب، وكانت لذلك رافضة لما كانت تتمتع به من حسب، وجمال، ودين إلا أنها أطاعت رسول الله، وتزوجته. وتمضي الأيام، ويفكر زيد في طلاق زينب لما رآه من استعلائها، ويأتي لرسول الله يستأذنه في ذلك، فينهاه لعلمه بأمر الله تعالى في هذا الشأن، إلا أن زيدًا طلق زينب، وأمر الله تعالى رسوله بالزواج من زينب. والحكمة واضحة في الآية ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ . ذلك أن العرب كانوا يعدون الابن بالتبني مثل الابن الأصلي، في تحريم زوجته إذا دخل بها على والده، ولذلك زوج الله نبيه بزينب، قطعًا لهذه العادة التي لا سند لها في شرع الله تعالى. وقد قطع النبي ﷺ بزواجه من زينب عادة جاهلية أخرى، وهي استعلاء السادة عن الزواج بزوجات مواليهم كبرًا وفسادًا.

١ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٩ ص٣٩٦. ٢ سورة الأحزاب: ٣٧.

1 / 130