La biographie prophétique et l'histoire islamique

عبد الشافى محمد عبد اللطيف d. Unknown
74

La biographie prophétique et l'histoire islamique

السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي

Maison d'édition

دار السلام

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

أوضاع المسلمين في موطنهم الجديد، ولكنه مع ذلك لم يغافل أمر تدريب المسلمين على فنون القتال، وحثهم على تعلم الرّمي، وأثر عنه ﷺ أنه قال: «ألا إنّ القوة الرّمي» قالها ثلاثا. وأول عمل عسكري قام به النبي ﷺ كانت السّريّة التي عقد لواءها لعمّه حمزة ابن عبد المطلب ﵁ وكان ذلك في شهر رمضان من العام الأول الهجري على رأس سبعة أشهر من مهاجره- ﵊ وكان اللواء أبيض، وحمله أبو مرثد كنّاز بن الحصين الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وبعثه رسول الله في ثلاثين رجلا من المهاجرين «وخرج حمزة يعترض لعير قريش قد جاءت من الشام تريد مكة، وفيها أبو جهل بن هشام، في ثلاثمائة رجل، فبلغوا سيف البحر؛ يعني ساحله، من ناحية العيص، فالتقوا حتى اصطفوا للقتال، فمشى مجديّ بن عمرو الجهيني، وكان حليفا للفريقين جميعا إلى هؤلاء مرة وهؤلاء مرة، حتى حجز بينهم ولم يقتتلوا، فتوجه أبو جهل وأصحابه إلى مكة، وانصرف حمزة بن عبد المطلب في أصحابه إلى المدينة» «١» . هذه رواية ابن سعد في الطبقات عن أول لواء عقده رسول الله وأول حملة عسكرية أرسلها لتناوش قريشا وتعترض طريق تجارتها. أما ابن إسحاق فيقدّم سريّة عبيدة بن الحارث في السياق على سريّة حمزة، ولكنه يتبع ذلك بقوله: «وبعض الناس يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله ﷺ لأحد من المسلمين؛ وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معا فشبّه ذلك على الناس» «٢» . وكيفما كان الأمر، وسواء أكانت سرية حمزة أولا أم سرية عبيدة؛ فقد تتابعت السرايا والغزوات- قبل بدر- لتصل إلى أربع سرايا، وأربع غزوات قادها النبي ﷺ بنفسه، فبالإضافة إلى سريتي حمزة وعبيدة، كانت هناك سرية سعد بن أبي وقاص، في ذي القعدة من العام الأول الهجري، ثم سريّة عبد الله بن جحش في رجب من العام الثاني الهجري، وسنرجئ الحديث عن سريّة عبد الله بن جحش؛ لأنها تستحق كلمة خاصة، لما تدل عليه من تطور في العلاقات بين قريش والمسلمين، ولما ترتب عليها من نتائج جعلت الصدام العسكري بين المسلمين وقريش أصبح وشيكا ومحتما. إلى جانب هذه السرايا التي كان النبي ﷺ يرسل على رأسها أحد أصحابه، فقد

(١) ابن سعد- الطبقات الكبرى (٢/ ٦) وانظر بقية السرايا بعدها. (٢) ابن هشام (٢/ ٢٠٠)، وانظر أخبار بقية السرايا والغزوات بعدها.

1 / 94