136

Abandonements prophétiques : Fondements et application

التروك النبوية «تأصيلا وتطبيقا»

Maison d'édition

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Genres

(٨) ما ورد عن عمر ﵁ أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: "إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنني رأيت رسول الله يقبلك لما قبلتك" (١). (٩) ما ورد عن أم الفضل بنت الحارث ﵂ أن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي ﷺ، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره فشربه (٢). قال ابن حجر: " وفيه تأسي الناس بأفعال النبي ﷺ " (٣). معنى وجوب التأسي على هذا القول: ليس معنى وجوب المتابعة في الفعل هو وجوب الفعل، بل معناه أن حكم الفعل في حقنا كحكمه في حق النبي ﷺ وقد فصّل الرازي هذا المعنى ووضحه فقال: "التأسي به واجب، ومعناه: إذا علمنا أن الرسول ﷺ فعل فعلًا على الوجوب فقد تعبدنا بأن نفعله على وجه الوجوب، وإذا علمنا أنه تنفل به: كنا متعبدين بالتنفل به، وإذا علمنا أنه فعله على وجه الإباحة: كنا متعبدين باعتقاد إباحته لنا وجاز لنا أن نفعله" (٤).

(١) رواه البخاري (٣/ ٥٤٠ / ١٥٩٧) كتاب الحج، باب ما ذكر في الحجر الأسود، ومسلم (٢/ ٩٢٥ / ١٢٧٠) كتاب الحج، باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف. (٢) رواه البخاري (٤/ ٢٧٨ / ١٩٨٨) كتاب الصوم، باب صوم يوم عرفة. (٣) فتح الباري (٤/ ٢٨٠). (٤) المحصول للرازي (٣/ ٢٤٧).

1 / 107