61

Le Génération Promis pour la Victoire et l'Autonomisation

الجيل الموعود بالنصر والتمكين

Maison d'édition

دار الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

مصر

Genres

ومما لا شك فيه أن القرآن لا يمكنه أن يقوم بدوره في التغيير مع أحد من الناس إلا إذا أقبل عليه إقبال من يريد الانتفاع الحقيقي بمعجزته - كما فعل الصحابة - وهذا يستلزم منه أن ينشغل بالقرآن انشغالًا شديدًا، وأن يجعله المصدر الأول والرئيسي للتلقي وبخاصة في فترة التكوين الأولى، وأن يكون همه عند تلاوته هو فهم معانيه، والتأثر بآياته وتحريك القلب بها، وأن يحذر من الاهتمام بلفظه فقط، وأن يتأنى في حفظ آياته قدر المستطاع ليتسنى له العمل بها، وأن يعمل دومًا على ربط القرآن بأحداث الحياة، وعليه أن يصبر على هذه الطريقة في التعامل حتى يمكِّن القرآن من تغيير اهتماماته وتصوراته، والسيطرة على مشاعره، وتمكين الإيمان بالله واليوم الآخر منها ليكون النتاج بعد ذلك: عبدًا مخلصًا لله ﷿ يردد قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (الأنعام:١٦٢، ١٦٣).

1 / 60