63

The Principles of Understanding Innovations

قواعد معرفة البدع

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

وعرصة الوحي، ودار النبوة، ومعدن العلم، فكيف بالقيروان؟ (١). بيان الوجه الذي يدخل منه الفساد على عامة المسلمين: عقد الطرطوشي في كتابه الحوادث والبدع فصلًا بهذا العنوان، وصدَّره بالحديث الصحيح، وهو أن النبي ﷺ قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالًا، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» (٢). ثم قال رحمه الله تعالى: (فتدبَّر هذا الحديث، فإنه يدل على أنه لا يُؤتى الناس قط من قِبَل علماؤهم، وإنما يُؤتون من قِبَل أنه إذا مات علماؤهم أفتى مَنْ ليس بعالم، فيُؤتى الناس من قِبَله. وقد صَرَّف عمر هذا المعنى تصريفًا، فقال: (ما خان أمين قط، ولكنه اُؤتمن غير أمين فخان). ونحن نقول: ما ابتدع عالم قط، ولكنه استفتي من ليس بعالم فضلَّ وأضلَّ (٣).

(١) الحوادث والبدع (٧٣ - ٧٤)، وانظر اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٥٨٤، ٥٨٥) والتمسك ... بالسنن: ١٠٩. (٢) أخرجه البخاري (١/ ١٩٤) برقم ١٠٠، ومسلم (١٦/ ٢٢٣ - ٢٢٥). (٣) الحوادث والبدع (٧٧)، وانظر الباعث (٦٦)، والاعتصام (٢/ ١٧٣).

1 / 71