60

الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

تم ذكره في المطلب السابق، وهي الأمثال التشبيهية. وقوله: "أو وضع شيء ما ليُحتذى به فيما يُفْعَل": يقصد الأمثال أي النماذج أو الشواهد أو الحجج التي تنصب أمام عقل السامع ليقيس عليها ويعتبر بها. قوله: "ليُحتذَى به فيما يُفعل": ذكر فردًا من نتائج الاعتبار وهو الاقتداء والمحاكاة لمن جُعل مثالًا وأنموذجًا يُقْتدى به. وقد تكون نتيجة الاعتبار هي القبول للحجة أو الشاهد أو النفور من الأنموذج السيئ ونحو ذلك. ولهذا النوع من الأمثال استخدامات واسعة في اللغة، من أهمها: أولًا: الأنموذج الجامع لحقائق الشيء وصفاته، ومن ذلك: أن تجعل سيرة أو قصة شخص ما أو جماعة ترتضي طريقتهم مثلًا يُقتدى به، أو ضدهم ليحذر من طريقتهم وسلوكهم. مثال ذلك لو قيل: "مثلك في الحزم عمر". أو قيل: "أيوب ﵇ مَثَل في الصبر على الابتلاء". ومن ذلك إذا جعل شيء مثلا لشيء باعتبار أنه استجمع صفاته وحقائقه. كأن يقال: "الإسلام هو المثل في العدل". باعتبار أن الإسلام يحقق العدل في مجالات الحياة. فكل تعاليمه وأحكامه عادلة. فأصبح مثلا للعدل جامعا لكل خصاله وصفاته وحقائقه.

1 / 72