Les Orientalistes et la biographie du Prophète
المستشرقون والسيرة النبوية
Maison d'édition
دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٦ هـ
Lieu d'édition
بيروت
Genres
بمخدومه» «١» كيف؟ لا أحد يدري.. وما هي الوقائع التي تؤكد هذا التصوّر المظلم؟ لا أحد يدري كذلك.. وهو يفترض أن استدعاء محمد ﷺ للمهاجرين من الحبشة في السنة السابعة للهجرة كان بسبب رغبته في تقوية مركزة بالاعتماد على تأييد تلك الجماعة الصغيرة «٢» .
والافتراضات كثيرة، والاعتماد على الضعيف الشاذّ منبثّ هنا وهناك، ولن يتسع المجال لمناقشتها أو حتى لاستعراضها.. ولكننا نريد أن نقف قليلا عند واحدة منها نظرا لخطورتها البالغة، ولكونها تمثل (نموذجا) واضحا لواحد من الأخطاء المنهجيّة التي يعاني منها البحث الاستشراقي:
الافتراض، وتبني الضعيف الشاذ ومحاولة ترصيعه وترصينه بعبارات التوثيق والتأكيد، بخلاف الروايات والوقائع التي يسعى إلى التشكيك بها، أو نفيها، حيث يحاول هدمها بعبارات التضعيف والتشكيك كما رأينا.
يقول (وات) - ولنلاحظ صيغ التأكيد التي يبثها في عباراته-: «نلاحظ واقعتين نستطيع أن نعدّهما أكيدتين: أولا: رتّل محمد في وقت من الأوقات الآيات التي أوحى بها الشيطان على أنها جزء من القرآن؛ لأنه لا يمكن أن تكون القصة قد اخترعها مسلمون فيما بعد أو دسها غير المسلمين.. ثم أعلن محمد فيما بعد أن هذه الآيات يجب ألّا تعدّ جزآ من القرآن، ويجب استبدال آيات بها تختلف عنها كثيرا في مضمونها.
والروايات الأولى لا تحدد الوقت الذي حدث فيه ذلك، والأقرب أن يكون ذلك قد وقع بعد بضعة أسابيع أو أشهر، وهناك واقعة ثالثة أو مجموعة وقائع نستطيع أن نكون واثقين منها؛ وهي أنه كان يجب على محمد تجاه معاصريه المكيّين أن يشير في القرآن للآلهة: اللات التي كانت معبودة الطائف، والعزّى المعبودة في نخلة بالقرب من مكة، ومناة التي كان معبدها
(١) المصدر السابق نفسه. (٢) المصدر السابق نفسه، ص ١٨١.
1 / 69