النقص من النص حقيقته وحكمه وأثر ذلك في الاحتجاج بالسنة الآحادية

Omar ibn Abd al-Aziz d. Unknown
65

النقص من النص حقيقته وحكمه وأثر ذلك في الاحتجاج بالسنة الآحادية

النقص من النص حقيقته وحكمه وأثر ذلك في الاحتجاج بالسنة الآحادية

Maison d'édition

الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

السنة ٢٠-العددان ٧٧-٧٨ محرم

Année de publication

جماد الآخر ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م

Genres

استنبط العلماء منه اشتراط العدالة الذي يستلزمه رد شهادة الفاسق. كما أن الإجماع انعقد على اشتراط العدالة والبحث بصدد الحمل لمجرد الورود، فما كان لدليل فهو خارج عن محل البحث. ثم إن هناك من الصور ما قيد في صورة وأطلق في سائر الصور ولم يحمل المطلق فيها على المقيد في تلك الصورة. مثل الوضوء والتيمم حيثما قيدت الأيدي في الأول بالمرافق، وأطلقت في الثاني عنها، ولم يحمل المطلق في الثاني على المقيد في الأول. وهذا يدل على أن مجرد التقييد في صورة لا يستوجب التقييد في سائر الصور١. ٢ - أن سنن العرب في كلامها هو حمل المطلق على المقيد، حيث تطلق الحكم في مكان وتحرره في آخر، وتقصد بالمطلق المقيد. والقرآن الكريم الذي نزل بلغة العرب جرى على هذا السنن. قال الله ﷾: ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾ ٢. فالحافظات وإن كانت مطلقة إلا أنها قيدت بالفروج نظرًا لتقيدها بها في جانب الذكور. والذكر مطلق في جانب الإناث لكنه لما كان مقيدا بكونه لله تعالى وبالكثرة في جانب الذكور قيد بذلك في جانب الإناث. ليكون التقدير: والحافظات فروجهن، والذاكرات الله كثيرا. وقال الله تعالى: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ﴾ ٣ فاليمين وإن كانت مطلقة، إلا أنها قيدت بالقعيد لما كان الشمال مقيدا به. وقد جرى على هذا الأسلوب الشعر العربي. قال الشاعر: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف٤. فما عند المتكلمين لما قيد بالرضا، قيد ما عند المخاطب به أيضا. ليكون التقدير (نحن بما عندنا راضون) .

١ انظر: التمهيد في أصول الفقه (٢/ ١٨٥) . ٢ الأحزاب: ٢٥. وانظر: تفسير ابن كثير (٣/ ٤٨٩) . ٣ ق: ١٧. وانظر: تفسير ابن كثير (٤/ ٢٢٥) . ٤ البيت لعمرو بن امرئ القيس. انظر: خزانة الأدب (٤/٢٨٣) .

1 / 72