ولا اللَّمامُ دونَ أن تفاغما (^١) … ولا الفغام دون أن تفاقما (^٢)
وتعلو القوائمُ القوائما
فغضب زيادة فارتجز بأخت هدبة فقال (^٣):
أنعت آياتٍ لكيما تعلمي … بالخال بالكشح اللّطيف الأهضم
والشّامة السوداءِ بالمخدَّم (^٤) … أتذكرين ليلةً بإضمِ
وليلةً أخرى بخبت العلم
فلما سمع هدبة هذه الأبيات أتى أخته فشهر عليها السّيف، وقال: من أين علم هذه العلامات التي وصفك بها؟ فقالت: ويحك، إن النساء أخبرنه عني! فكفَّ عنها.
وقال هدبة يرجز بأخت زيادة (^٥):
عوجى علينا واربعى يا طارفًا … ما دون أن يرى البعيرُ واقفًا
ما اهتجتُ حتى هتكوا الخوالفا (^٦) … غدوا وردوا جلةً مقاذفا (^٧)
ألا ترين الأعينَ الذوارفا … حذارَ دارٍ منكِ أن تساعفا
فغضب زيادة، وكان بين القوم سباب وشبيه بالقتال، فحجز بينهم حتّى إذا