المنهل الحديث في شرح الحديث
المنهل الحديث في شرح الحديث
Maison d'édition
دار المدار الإسلامي
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
٢٠٠٢ م
Genres
إلى تسع إلى إحدى عشرة إلى ثلاث عشرة بل إلى سبع عشرة ركعة وقد وجه هذا الاختلاف بأن سببه أن كل راو من الرواة أخبر بما شاهد وأما الاختلاف عن عائشة فقيل هو من الرواة عنها وقيل هو منها على احتمال أنها أخبرت عن حالات منها ما هو الأغلب ومنها ما هو نادر ومنها ما اتفق له من اتساع الوقت وضيقه ﷺ
ويؤخذ من الحديث
١ - ما كان عليه ﷺ من صلاة الليل لكن هل كانت تلك الصلاة واجبة عليه أو تطوعا؟ يقول النووي: ظاهره أنه صار تطوعا في حق رسول الله ﷺ والأمة فأما الأمة فهو تطوع في حقهم بالإجماع وأما النبي ﷺ فاختلفوا في نسخ وجوبه في حقه ﷺ والأصح عندنا نسخه أهـ. وقال الحافظ ابن حجر: لم أر القول بإيجاب قيام الليل على الأمة إلا عن بعض التابعين وقال ابن عبد البر شذ بعض التابعين فأوجب قيام الليل ولو قدر حلب شاة والذي عليه جماعة العلماء أنه مندوب إليه
٢ - إن غالب ما كان عليه صلاة الرسول ﷺ من الليل إحدى عشرة ركعة منها الوتر واحدة وفي بعض الروايات "ثلاث عشرة ركعة" وحملت على أنه عد منها ركعتا الفجر وفي بعض الروايات "خمس عشرة ركعة" وحملت على أنه عد منها ركعتا الفجر والركعتان الخفيفتان في أول قيام الليل كراتبة العشاء وفي بعض الروايات "تسع ركعات" وحملت على أن ذلك كان بعد أن ثقل جسمه ﷺ وبدن وفي بعض الروايات "سبع ركعات" وحملت على حالة كبر السن وضعف القدرة قال القاضي عياض ولا خلاف أنه ليس في ذلك حد لا يزاد عليه ولا ينقص منه وأن صلاة الليل من الطاعات التي كلما زاد فيها زاد الأجر
ولم يتعرض هذا الحديث لكيفية صلاة الليل لكن الروايات على أنه ﷺ كان في أغلب الأحوال يصليها مثنى مثنى ثم يختم بواحدة فهذه أفضل الحالات وجوز أن تصلى أربعا ثم أربعا ثم ثنتين ثم واحدة أو بعد
2 / 23