93

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

٥- الفرق بين الشرك والكفر: وقد يسأل سائل عن الفرق بين الشرك الذي نتحدث عنه وبين الكفر؟ أو بين المشركين وأهل الكتاب، ونحو ذلك؟ والجواب: أن الكفر في اللغة معناه الستر والتغطية١. وقد وصف به الليل لستره الأشياء، والزراع لستره البذور في الأرض، وكفر النعمة وكفرانها: سترها بترك شكرها، قال تعالى: ﴿فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ﴾ ٢. وأعظم الكفر جحود الوحدانية أو الشريعة أو النبوة، والكفران في جحود النعمة أكثر استعمالًا، والكفر في الدين أكثر، والكفور فيهما جميعًا، قال تعالى: ﴿فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا﴾ ٣. والكافر على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية أو النبوة أو الشريعة أو ثلاثتها٤. وقد فرق القرآن الكريم في كثير من الآيات بين الكافرين عمومًا،

١ لسان العرب ٥/١٤٦-١٤٧، ومقاييس اللغة ٥/١٩١. ٢ سورة الأنبياء آية: ٩٤. ٣ سورة الإسراء آية: ٩٩. ٤ انظر: المفردات في غريب القرآن للأصفهاني ص: ٤٣٣-٤٣٤.

1 / 112