318

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

تفصيل القول في الدلائل على وحدانية الله
١-آيات الله في خلق الإنسان:
إنَّ كلَّ ما في الكون من الذرة إلى المجرة، آيات عظيمة تدل على وجود الله تعالى ووحدانيته، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تحث الإنسان على التدبر والتأمل في مخلوقات الله الكثيرة، ليزداد إيمانًا ويقينًا بمعرفة خالقه وبارئه، ومصوره إن كان مؤمنًا، وتدعوه إلى الإيمان عن حقيقة واقتناع، إن كان مشركًا أو ملحدًا.
ولما كان أقرب شيء إلى الإنسان نفسه، فإننا نبدأ به قبل غيره.
ففي النفس الإنسانية من الآيات والدلائل على وجود الله تعالى ووحدانيته ما لا يحصى، قال تعالى: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾ ١.
قال ابن جرير الطبري ﵀:" معنى ذلك: وفي أنفسكم أيها الناس آيات وعبر، تدلكم على وحدانية صانعكم، وأنه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم ﴿أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾، يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانية خالقكم"٢.

١ سورة الذاريات الآية: ٢١.
٢ تفسير ابن جرير ٢٦/٢٠٥.

1 / 349