The Messenger Leader
الرسول القائد
Maison d'édition
دار الفكر
Numéro d'édition
السادسة
Année de publication
١٤٢٢ هـ
Lieu d'édition
بيروت
Genres
ب- كانت حركة خالد مباغتة تامة للمسلمين لم يكونوا يتوقعونها، فتبعثر أكثرهم وبقي القليل منهم الى جانب النبي ﷺ «١» يقاتلون ليشقوا لهم طريقا من بين قوات قريش التي أطبقت عليهم من كل جانب.
واستشهد كثير من المسلمين وهم يحاولون شقّ طريقهم، واستطاع المشركون أن يصلوا قريبا جدا من موضع النبي ﷺ، فرماه أحدهم بحجر أصاب أنفه وكسر رباعيّته. وتمالك النبي ﷺ نفسه، وسار مع أصحابه الباقين، فإذا به يقع في حفرة حفرها أبو عامر ليقع فيها المسلمون، فأسرع إليه علي بن أبي طالب وأخذ بيده ... ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى.
ج- أخذ المشركون يديمون زخم هجومهم للقضاء على النبي ﷺ وأصحابه، ونادى أحدهم: بأنه قتل محمدا؛ ولكن أصحاب النبي ﷺ استماتوا في الدفاع عنه.
كانت أم عمارة نسيبة الخزرجية قد خرجت أول النهار ومعها سقاء لها فيه ماء، تدور على المسلمين لتسقي منهم من استسقى؛ فلما أحاط المشركون بالمسلمين وأصبح الخطر الداهم محدقا بالنبي ﷺ نفسه، ألقت نسيبة سقاءها واستلّت سيفا وأخذت تذود عن النبي ﷺ بالسيف وترمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إليها.
وصدّ أبو دجانة بجسمه النبال المنهالة صوب النبي ﷺ، فحنى ظهره عليه والنبل يقع فيه.
ووقف سعد بن أبي وقاص الى جانب النبي ﷺ يرمي بالنبل دونه، والنبي ﷺ يناوله النبل ويترصّد له إصاباته.
ورمى النبي ﷺ عن قوسه، حتى تحطمت القوس. وتساقط المسلمون
(١) - ثبت مع الرسول (ص) أربعة عشر رجلا في أصحابه: سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر الصديق وسبعة من الأنصار. أنظر طبقات ابن سعد ٢/ ٤٢.
1 / 182