111

Les aspects médiatiques dans les sermons du Prophète (PSL)

الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

Maison d'édition

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

هي النفس الإنسانية، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: ١١] (١) وتغير النفس يستوجب التعامل مع جميع ملكاتها وجوانبها الفكرية والوجدانية والإرادية، وألا نتجاهل أيا منها، ولذلك كانت خطب الرسول ﷺ تتسم بالأسلوب البلاغي الجميل، والمدخل الجمالي المناسب؛ لأن الكلام البليغ في جوهره هو الذي يبلغ به المتكلم ما يريد من نفس السامع بإصابة موضع الإقناع من العقل والإمتاع من الوجدان.
وانطلاقا من ذلك كان الرسول ﷺ يشرح مبينا ومقنعا، أو ينذر مرهبا ومحذرا، أو يعظ مرغبا ومستميلا مستخدما في كل ذلك الحجة الكاشفة، والتصوير المؤثر، والتأكيد المثبت للمعاني إلى آخر الأساليب التي كشف عنها التحليل الإعلامي حتى يصل إلى هدفه ويحقق غايته.
ورجل الاتصال الذي ينبغي له التأسي بالنبي ﷺ في تقديم الحقائق للناس في شكل جميل يستمد ذلك من المنطلقات التالية:
١ - الله تعالى جميل يحب الجمال، يقول جل وعلا: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف: ١٨٠] (٢) وقال ﷺ: «إن الله جميل يحب الجمال» (٣) .
وليس معنى ذلك وسامة الشكل والملامح فهذا تضييق للمضمون، لأن الجمال أوسع من ذلك.
٢ - القرآن الكريم عرض الحقائق في شكل جميل ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ - فَالِقُ الْإِصْبَاحِ﴾ [الأنعام: ٩٥ - ٩٦] (٤)

(١) سورة الرعد، آية: ١١.
(٢) سورة الأعراف، آية: ١٨.
(٣) هذا طرف من حديث أخرجه الإمام مسلم، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر، رقم: ١٤٧.
(٤) سورة الأنعام، آية: ٩٥.

1 / 118