الرزق أبوابه ومفاتحه
الرزق أبوابه ومفاتحه
Maison d'édition
دار القاسم
Genres
المطالب، وأسمى المنازل.
قيل لأبي حازم الزاهد ما مالك؟ قال: مالان، لا أخشى معهما الفقر: الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس (١).
اضرع إلى الله لا تضرع إلى الناس ... واقنع بياس فإن العز في اليأس
واستغني عن ذي قربى وذي رحم ... إن الغِنَّي من استغنى عن الناس (٢)
ومن يسَّر الله له المال، وساق إليه الخيرات، فليشكر الله على نعمه، وليستعملها في طاعته، ويفرقها ذات اليمين والشمال في اصحاب الحقوق، وقضاء الحوائج.
قال ابن تيمية: "ثم ينبغي له أن يأخذ المال بسخاوة نفس؛ ليبارك له فيه، من غير أن يكون له في القلب مكانة، والسعي فيه إذا سعى كإصلاح الخلاء".
ثم قال ﵀: "فيكون المال عنده يُستعمل في حاجته يمنزلة حماره الذي يركبه، وبساطه الذي يجلس عليه، بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته من غير أن يستعبده، فيكون هلوعًا، إذا مسه الشر جزوعًا، وإذا مسه الخير منوعًا".
ورزق الله مكتوب مقدر، لا يجلبه حرص حريص، ولا يدفعه
_________
(١) جامع العلوم والحكم ص ٣٥٣.
(٢) مكاشفة القلوب ص ١٨١.
1 / 13